الكولا وعنترة العبسي/ بقلم: د . ريم سليمان الخش

الكولا وعنترة العبسي
بقلم: د . ريم سليمان الخش
ــــــــــــــــــ
أمازلت في خصر المحيط تثرثر
وترسم ردفيها سفينا وتبحر؟
.
يساورني شكٌ بإحساسِ شاعرٍ
أراه كما الفخار حين يُشَعّرُ
***
تغيبُ عن الأحداث رعبا لتنتهي
إلى عتمة المعنى فعجزك أكبر
.
ومثلك من نرجوه فحلا وقابضا
على جذوة التغيير حين يُسعّرُ!
***
ملايينَ قد قاموا لهيكل بعثهم
وأنت على هزّ الدبور تُسمّرُ
.
ففي أيّ نهدٍ قد شممت رحيقه
ستنوي لجوءا شاعريّا يُخدّرُ؟
***
ومن أيّ فخذٍ قد عصرت كرومه
ستروي شفاه الحالمين وتسكر؟
.
وفي أيّ (—ٍ) بعد رقصك حوله
تغور عميقا في المتاهة تُقبرُ؟!!!
***
فغيرك للآفاق شدوا ركابهم
وأنت من الدنيا اللعوب مدمّرُ !!!
***
خليجك مزمارٌ وقدسك حائطٌ
لمبكى ألوفٍ في الكتاب تدبّروا
.
ففي أرضك الإنشاد طقسٌ مقدسٌ
وتابوته عزّ به الشرق يقهرُ
.
خشوعا له دارت عقاربُ وقتهم
نجوما بلألاء الكشوف تنوّرُ
***
أينصرك المولى إذا النفس سُعّرت
بكلّ اشتهاءات الجحيم تُفوّرُ!!؟
***
عجبتُ : بفقه الغيب أنت مغيبٌ
وهم لغلوِّ الشرع جهرا تجمهروا!!!
.
لإرهابهم خرّت جباهٌ عروشها
فتيلٌ على زيت البقاع تؤمّرُ
.
وإرهابك المخصيّ غولُ توهّمٍ
يُصفّدُ في الأغلال كي لا تُحرروا
***
أدر كأسك الشعريّ إمّا تأزمت
لعلك كالنشوان خُدرا تُحرر
.
فعنترة العبسيّ صار (معولما)
وماهمه الهيجا ولا كيف يُنصرُ!!
.
تجرّع (للكولا ) لعبلةَ ذاكرا
وثلجٌ على الصدر الشغوفِ يُقطّرُ !!
.
فإنْ أحجم الطيف اللذيذ مكابرا
يُفجّرُ وجه الأرض كوبٌ مكسّرُ
***
أبو الطيب المعتدّ بالأصل يرتدي
قميصا لإشهار النجوم ويفخرُ!!
.
وخيبرُ قد صارت أساطيرَ أمة
توارت وما الأموات فينا ليذكروا !!
***
أنوحُ كما لو كان ربي مشاركا
وألعنُ مابتنا عليه وأكفرُ
.
وأدري بأنّ الدمع حجة مُعدمٍ
وأني لطوفان الشعور مسيّرُ
***
فأهزأ من دمعي بعجزٍ مقاومٍ:
(سيولد من رحم الصعاب التغيّرُ )….
.
معولم…اشتقاق من العولمة …تعولم عولمة فهو معولم
التابوت : هو تابوت سليمان أو تابوت العهد
.