28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

قراءة في نص (لم أربط بخيط حريري) للكاتبة فوزية اوزدمير / بقلم: بتول غدار

قراءة في نص (لم أربط بخيط حريري) للكاتبة فوزية اوزدمير

بقلم: بتول غدار

ـــــــــــــــ

(صرخة تمنحني معناي
وصورتي…
وشكلي…) سأبدأ من هنا حيث لب القصيدة وقلبها الدال والمدلول على المعنى الحقيقي لتساؤل والحيرة والقلق والألم التي يعيشها أي إنسان يبحث عن ذاته فهو منذ ولادته يستقبل الحياة بصرخة وعند رحيله عنها تودعه الناس بصرخة ودمعة أيضا… تغوص شاعرتنا في أعماق النفس البشرية وهذه النفس الباحثة عن سر وجودها منذ تكوين النطفة المجهولة حتى تدرك معالمها بنظرة إيمانية فلسفية بحتة بالخالق بعلاقة جدلية وصراع لاينتهي بين الجسد الفاني والروح الأبدية التي أشارت لها شاعرتنا لتثبت ان الجسد يفنى والروح تبقى محلقة باتجاه الملكوت الأعلى لتستقر هائمة بالعشق إلإلهي ليكتب لها الخلود في الدار الثانية. تحلقين صديقتي بالماورائيات بنفس يحمل روح التحدي للفكر الوجودي الذي يسيطر على عالمنا المعاصر وخاصة بين الطبقة المثقفة ونخبة المجتمع باستخدامك الروحانية لاجترار العاطفة ولتجتمع بالمنطق والاحساس حول كينونة الوجود وأساسه وزواله لتبقى الروح هي الأساس في هذه الحياة ومابعدها.
يسيطر على النص نغمة حزينة وكأنه كتب بعد معاناة وصراع خاضته شاعرتنا لينبثق عنه هذه القناعات المركزة على الوعي والفهم الصحيح لكينونة الوجود ومراحله المتجانسة والمتناقضة في آن واحد.
وتأتي اللوحة لتتماهى مع النص بنمط متصاعد عن حجم الألم والوجع الذي كتبت به
هذه القصيدة الرائعة والتي لامست وجدان كل فكر سارح في ماهية هذه الحياة بتساؤولات قد لانجد إجابات عليها الابعد قراءة هذا الجمال الذي بين ايدينا.
مبدعة وعميقة حد الدهشة والاختلاف وعن جدارة يشهد لك بها دكتورة حماك الرحمن.
.
لم أربط بخيط حريري
لا أعرف
كيف حدث ما حدث
لقد قطعوه بشراهة
تتصبى عبر نشوة
من الكون
كينونة الكائن
كعبارة مغلقة على ذاتها
إلا أنها تنفتح على اللا محدود
في السؤال وطرحه
أنا شطحة نطفة مجهولة
داخل كهف مظلم
ونصف أشلاء في كيس
تجمعت ..
في نصف فجيعة ..
والآخر مني ملهاة
أنا خدعة مقيتة
أرشو الألم بالضحك
أنا الرغبة ..
الرغبة التي هي الخطيئة
الخطيئة الأولى لآدم
حيث الاستجابة
استحالت إلى نقمة
أنا خطأ اثنين
واعتذارهما
توقفني على داخل موحد
ومتشابك
من روح الكون الموعودة
بوجود
والمتوعدة بعدم
أنا القادم من صرخة
صرخة تمنحني معناي ،
وصورتي ..
وشكلي ..
وتلك الملامح القليلة الكثيرة
التي تجعلني أتساءل
هل أنا جسدا أزلي ..
وروح أبدية ..
أم غيمة في سروال .. ?
أن تكون بشرأ
تلك محنة كبرى .. !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.