28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

وتهجرُ الأوطان/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

وتهجرُ الأوطان/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

______________

تَغِيْمُ في الفضاءاتِ حولي

لَكَأَنَّكَ الماءُ حين يأخذُهُ

حنينُ الإنسكابِ

فيعبُرُ مثلي باكياً ..

أمْ أنكَ

ما بقي مِنّي

بعدَ احتراقي

وأنا وحدي

في مَجْمَرِ التأويلِ ..

تعلو .. تعلو

ثم تتلاشى بعيداً

كدخَانٍ يخنُقُ شهقةَ الروحِ ..

ويتركُ للعينِ حرْقَتَها ..

تغيمُ

في صحوِ السّماءِ

تُلَبِّدُها ..

أم أنكَ هَذَيانُ دَنَفٍ

حمَّلَني

حمى التّراخي

في الليلِ الطويلِ !؟

مسافاتٌ ..

تبتُرُ خطوةَ الطريقِ

وتقْصي كلَّ المحطاتِ

المأهولةِ بالذِّكْرِ النبيلِ ..

ولا أثرَ ..

لعزفِ أناملٍ

أثَّثَتْ كلَّ ما كانَ

من غِناءٍ .. !

لصوتِ رَتَلِ آياتِ التأنّي

تاركاً أصداءَ التّنائي

في كلِّ مكانٍ .. تبكي ..

مثلَما يبكي حنينُ النايُ

تغيمُ .. تغيمُ

تَئِنُّ في مخيّلتي

حدائقَ محروثةً بالآهِ

فأزرعُ فيها قافيتي

وأَنْثُرُ بذرَ البَوْحِ

مثلَ آلهةٍ :

كان حنينُهُ جدولْ ..

وكان الفأسَ والمعولْ ..

وكان يحبني قمحاً ..

وكنت أحبه منجلْ ..

هذا الهذيانُ طيرُ الروحِ

يجوبُ الدنيا كلَّها ..

يرفُلُ فوق الأحياءِ والأمواتِ

يبحثُ عن مدائنِ الغناءِ ..

عن حدائقَ من ماءٍ ..

عن نَغَمٍ يرافقُ رحلةَ الناياتِ

منذ أن كانت قَصَباً ..

إلى أن رافقتْ بالهَمِّ قافيتي .

_________________

ميرفت أبو حمزة

من ديوان * كنتُ أرى *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.