27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

الأزرق يليق بك/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

الأزرق يليق بك/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

………………..

لِسُكَّرَتي يَضحَكُ السُّكَرُ

و يَخجَلُ من مَائِها الكَوثَرُ

تَنامُ العَصافيرُ في كَفِّها

و يَسكُنُ في قَدِّها الجُؤذَرُ

هُنا أَلفُ أُنثى بِمحرابِها

تُصَلّي ، تُسَلِّمُ ، تَستَغفِرُ

.

.

.

أَرَى زُرقَةَ البَحرِ في جِسمِها

و في الأَزرقِ الذنبُ لا يُغفَرُ

مِن البَحرِ تَنسُجُ فُستانَها

و هاأناْ في مَوجِهِ أُبحِرُ

تَغارُ الشموسُ إذا أَشرَقَتْ

بِوجهٍ ، إذا ضَحِكَتْ يُقمِرُ

.

تَذوبُ المَرايا على طَرفِها

و بالليلِ أَجفانُها تَقطُرُ

على فَمِها التُوتُ يَحكي الجَنَى

و يَرسُمُ أَفصاصَهُ الجَوهَرُ

كأن الخُرافاتِ في شَعرِها

حَديثٌ يَطولُ ، و لا يَقصُرُ

على كَتِفَيها جَدائِلُهُ

تَدَلَّتْ ، يُوشوِشُها العَنبَرُ

هُنا الليلُ يَغفو على بَحرِها

سَواداً على أَزرقٍ يُسحُرُ

و بَينَهُما شُرفَةٌ ، عَربَدَت

بِفَرقٍ ، عَناقيدُهُ المَرمَرُ

.

لِسُكَّرَتي أَلفُ سُكَّرَةٍ

بأَحلَى تَفاصيلِها تُزهِرُ

بِكُلِّ الزوايا تُحاصِرُني

كأن السكاكِرَ بي تُثمِرُ

بِطَعمِ الأَناناسِ ، بالبُرتُقالِ

و بالفُستُقِ التيهُ يَخضَوضِرُ

هُنا نَكهَةُ الحُبِّ تَغزو فَمي

و إني أَذوبُ ، ولا أُنكِرُ

أَذوبُ ، و كيفَ بِسُكَّرَةٍ

أَذوبُ ، و تَسكُنُني أَنهُرُ !؟

…………..

عبدالحميد الرجوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.