ماذا بعد / بقلم: مها رستم

ماذا بعد / بقلم: مها رستم
ــــــــــــــــ
كل يوم نتبرأ من ذاتنا
نغوص في حضيض
هذه الأيام المتخبطة
في جدول الازمنة
نمتشق سيف الصبر
ونهم بالمواجهة
ونلبس درع الاحتمال
ولكن نتفاجأ ان العطب
نال من سيوفنا
وأكل الصدأ دروعنا
نسير في دروب
نبت اليأس في جنباتها
وأكل الألم آمال خطواتنا
ماذا بعد ؟
ألا يكفينا ظلام أرواحنا
وتشرذم نبضات قلوبنا
وتمزق آهاتنا
ونواح الذكريات
القابعة خلف متاريس
الذاكرة يزداد عويلها
عند مفترقات الأنين
وصراخ أفئدتنا الجائعة
لفتات لقاء ملقى على
قارعة المواعيد الكاذبة
ماذا بعد
وضعوا لكل أمر مهم خط
أمر
يال الخطوط الحمراء
ارى العالم ممزق الاوصال
بخطوط حمراء غيرت ملامحه
والجوع يصرخ في بطون العابرين
من الحرب والضياع والأزمات
الى مخالب الذئاب الضارية
تتلقفهم بأنيابها الممتدة
الى آخر نفس في صدر
الحياة
ماذا بعد ؟
أصبحنا نمشي عكس المفروض
كل اشارات المرور معكوسة
والمتاهات أصابها الذعر
واصيبت بداء الإستقامة
وغابت الأحلام عن قلوبنا
ماذا بعد ؟
سرقوا الزهر من رياضنا
والعبير من حدائقنا
حتى ضحكة الأطفال
وأهازيج الحصاد
وأغاريد الطيور في
مواسم الربيع
سرقوا كل شيء
يمدنا بالقوة
حتى حكايا الجدات
شوّهوها غيروا
المعنى والمضمون
والنهايات عقيمة
ماذا بعد ؟
هل نستسلم للكساح
أم نتعكز على بقيا أمل
لازال يحبو في مهد قلوبنا
هل نتراجع زحفا على الركاب
أم نحاول النهوض مجددا
متكئين على بقايا أحلام
تبعث الدفء في قلوبنا
لينبض من جديد.
مها رستم