29 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

في مسرح الوباء/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

في مسرح الوباء/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ها قد خارتْ قواي

بعد أن تهيّأَ لي

أن ضوءَ المدينةِ المعافى

بدأ ينسلُّ كخيطٍ أبيضَ رفيعٍ

في ثقبِ إبرة .. آخِرَ النفق

فكيف إذاً ..

سوفَ أحملُ جثتي كي أصلَ

وأسجّيها في نورِ انبعاثي

الذي كانت تنتظر !

وهل يا تُرى

سأتمكنُ من إفراغِها مني

من أمنياتي البيضِ

والشغفِ الدفينِ في ذاتي

إذا ما تفسخَتْ قبل أن أصلَ ؟

أنا ما انهزمتُ

يا كلَّ مَنْ ينتظرونَ موتي

أو يحرصونَ على حياتي

لكنني لم أجدْ عكازاً حقيقياً

أستندُ عليه ..

كي لا تنموَ حدبةٌ فوق ظهري

ويستقيمَ البكاءُ والغناء

أنا لم أمِلَّ في خندقي هذا

من كثرةِ الترابِ والحفر

لكنها رئتاي

حشرجَتْ أنفاسي

فانتزعتُهما مني

وسقطتُ في تزاحمِ الحفر

لكنني قمتُ دوني .. ومشيت

خارتْ قواي

وشمعتي الأخيرةُ

أصابتها لعنةُ الريحِ الخزينِ

فوصلتُ دوني مطفأةً ..

كجثةٍ منعَها عُرْفُ البلاد

من احتفالِها الأخير ِ

قبل أن يواريها الثرى

في مسرحِ الوباءِ

خلف ستارةِ الفجيعةِ.

ميرفت أبو حمزة

من ديوان * ليتني *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.