28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أزمنة تسقط من رأسي/ بقلم: فاطمة شاوتي

أزمنة تسقط من رأسي

بقلم: فاطمة شاوتي

ــــــــــــــــــــ

أَزْمِنَةٌ تَسْقُطُ مِنْ رَأْسِي…

 

دماغِي ثقيلٌ هذا الصباحْ…!

انفجارٌ

كأنَّهُ مرفأُ بيروتْ…

كأنَّهُ مُفاعِلُ دَيْمُونَةْ

كأنَّهُ جدارُ بَرْلِينْ….

أوْ مركزُ إشعاعٍ نووِيٍّ

ربما مختبرُ الفيزياءِ النوويةِ بِ رُومَا..

أو وُوهَانْ تُفجِّرُ سُلالاتِ الفيروسْ

ربَّمَا big bang عربيٌّ… ؟!

رُبَّمَا..!

 

كانت العواصمُ العربيةُ ///

شوارعُهَا / أسواقُهَا /

أبراجُهَا /قِبابُهَا /

مُنْتجعاتُهَا / مهرجاناتُهَا/

مآذنُهَا /أجراسُهَا /

سوَّاحُهَا المُتديِّنُونَ جدًّا /نساؤُهَاالمُلتزِماتُ جدًّا //

تتساقطُ كالذبابِ الأزرقِ…

لاَمُنْتزهاتٌ ثقافيةٌ // لاَ متاحفُ تُحَنِّطُ جدَثاً //

إسمُهُ التاريخْ….

ماعدَا السياحةُ والْبِزْنِسْ والعَمَاماتْ

سقطتْ ساعةُ العربِ عنْ جدارِ العربِ….

وحدَهَا لاقِطَاتُ الهواءِ /

والسّّتَايْلَاتْ في الفضاءِ/

بينما أقدامُنَا في الإِسْفَلْتِ لاتجدُ مكاناً….

 

العساكرُ تتجولُ في رأسِي…

كقلعةٍ مُحاصَرَةٍ تبحثُ عنْ خوذةٍ مُهرَّبَةٍ

البوليسُ السياسيُّ يحفرُ قِشرةَ رأسِي…

يحقِّقُ فيها :

هلْ لونُهَا أبيضُ روسيٌّ كقشدة الرَّنَّةِ/ أصفرُ يابانيٌّ كزبدةِ المراعِي /

أسودُ كالبُنِّ الأفريقيِّ أخضرُ /

أحمرُ كالهنودِ وشعْبِ المَايَا /

وكأَنّمَا الْأَبَّارْتَايْدْ عادُوا زُرْقاً تحتَ جلدِ الْمَارِينْزْ… ؟!

 

الشرْطةُ تُوقِفُنِي أمامَ إشارةِ المرورِ…

حرقْتُ علامةَ “قِفْ”

لأنِّي لم أقرأْ “قِفِي”…!

وسمحتُ لِ مُخِّي أنْ يسريَ بِي ليلاً

بُراقاً…

ينتهكُ أغلفةَ المجازَ برًّا / جوًّا/ بحراً /

ويرقصُ التّْشَاتْشَا

في كرنفالْ “رِيُو دِي جَانِيرُو”…

ليؤلفَ جملةً مفيدةً حولَ المستقبلِ

وهو يَنْكُشُ الماضِي من رأسِ الزنوجِ….

 

الجماركُ تسألُ رأسِي عن فيزَا التفكيرِ…

أفكارِي تقطعُ الشريطَ وتدخلُ

دونَ ترخيصٍ //

دونَ خَتْمٍ //

رغمَ أنَّ الفضائياتِ ألغتِْ التأشيراتِ

ومذكراتِ البحثِ عنْ رقمٍ….

قد يكونُ هنَا //

قد يكونُ هناكَ //

 

المخابراتُ تفتشُ عنْ قطعةٍ

منْ جسدِي

على رفِّ رجلٍ….

لتسجلَ جريمةَ شرفٍ

أوْ جريمةً سياسيةً…..

هلْ كنتُ في احتجاجاتِ الربيعِ

أمْ على أوراقِ “فَانْ غُوغْ”

أُلَوِّنُ بالخريفِ

أَرْدْوَازِي الأسودَ :

” أموتُ ، أموتُ ، ويبقَى الوطنْ…”

 

ياسادةْ…!

أنَا المُخْبِرَةُ / أنَا الجاسوسةُ / أنَا مِقَصُّ الرقابةِ/ /أنَا الضميرُ المُسْتَتِرُ /

أقصُّ ضميرِي إذَا تطاولَ شاهِدَ عِيانْ…

 

منظمةُ الصحةِ العالميةِ تبحثُ في الأُوكْسِجِينْ….

عنْ أثرٍ للتَّاجِ دونَ فيروسٍ في رِئَتِي

لاتسمحُ بمُزاولةِ التفكيرِ ولا السفرِ

أو الحبِّ….

مالَمْ يُحْقَنْ دماغِي بمضادٍّ للقاحِ “ASTRAZENECA”….

فمَتَى أُحرِّرُ رأسِي منْ أسلاكِهِ الدِّبْلُومَاسِيَّةِ

ليصيرَ رأساً غيرَ مُنْتَهِي الصلاحيَّةِ…. ؟!

الثلاثاء 16 /03 /2021

فاطمة شاوتي / المغرب

الأردواز: كلمة مغربية تعني السبورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.