29 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

آخرُ النَّزفِ أوَّلُه / بقلم: حسين المحالبي

 

آخرُ النَّزفِ أوَّلُه

بقلم: حسين المحالبي

ـــــــــــــــــــ

أَتَيتُكَ يا اللَّهُ أَحبُو وأَزحَفُ
ونِصفي بلا قاعٍ .. ونِصفي مُصَفصَفُ
.

أتيتكَ والأيَّامُ تزدادُ كُربَةً
وأنتَ الضِّياءُ المَحضُ
تَحنو .. وتَلطُفُ
.

أتيتكَ يَغشاني الجَفافُ،
فَها أنَا يَباسٌ
ومِن حَولي التَّبارِيحُ تَعصِفُ
.

تَضيقُ على صَدري الهُمومُ ولَمْ أَزَلْ
صَغيرًا .. ويا لَيتَ الهموم تُخفَّفُ
.

يُؤرِّقُني التَّفكيرُ يُثقِلُ خاطِري
ولا هُوَ يُنبيني ولا هُوَ يُصرَفُ
.

ويُرعِبُني صَمتُ الزَّوايا
غُموضُها
ويَخنقُني هذا الهَواءُ المُزَيَّفُ
.

فأخلَعُ وَجهي حِينَ تَبلى مَلامِحِي
وأَكنِسُ ظِلِّي حِينَ يُوطَا وأَجرِفُ
.

ويُنكرُني خَطوِي الذي لَيسَ يَنتَهي
ويَعرفُني حُزني الذي لَيسَ يُعرَفُ
.
*****

– أَنا مَن أَنا؟
فَقدُ المَسافاتِ كُلِّها..
– أَنا مَن أَنا؟!
ذَاكَ الضَّبابُ المُكثَّفُ
.

أَنا ابنُ رحيلِ المَوجِ؛ أَشعُرُ بالجَوَى
كمَا يَشعُرُ المِجدافُ حِينَ يُجَدِّفُ
.

ولِي فِي النَّوى بَعضُ الطُّقُوسِ
أَجَـلُّها:
حَنيني صلاةٌ .. وانتِظاري تَصَوُّفُ
.

تُخَبِّرُني أُمِّي: حَضنتُكَ مَرَّةً،
فَأَحسَستُ شِيئًا في حناياكَ يَرجُفُ
.

فيَا حُزن يَعقوبٍ على فُرقَةِ ابنه
ويَا فَقد مُوسى وهْوَ في اليَمِّ يُقذَفُ
.

ويَا غُربَةَ المَعنى .. ويَا ظَمَأَ الرُّؤى
ويَا دَهشَةَ الشِّعرِ الذي لا يُؤَلَّفُ
.
*****

علَى شُرفَةٍ والليلُ يَجلِسُ جَانبي
أُحَدِّقُ في الفِنجانِ حينًا وأَرشُفُ …
.

أُحاوِلُ أَلَّا أَستَميلَ معَ الهَوَى
أُحاوِلُ أَلَّا.. لكِنِ القَلب أَضعَفُ
.

جِدارًا جِدارًا يَنضجُ الوَقتُ صامِتًا
هَلِ الوَقتُ يَدري أَنَّهُ سَوفَ يُقطَفُ؟!
.

علَى الوَقتِ أَنْ يَدرِي،
علَى السِّرِّ أنْ يَعيْ
حقِيقَتَهُ
مَهما اختَفى سَوفَ يُكشَفُ
.

ولَا بُدَّ أَنْ تَعرَى اليَنابِيعُ كُلُّها؛
سيَأتي علَى الأَنهارِ يَومٌ وتَنشَفُ
.
.

فخُذني إلَيكَ – اللَّه – مِن عالمٍ غَدَا غَريبًا..
جَمِيعُ النَّاسِ فِيهِ تُخَوِّفُ.

———-
حسين المحالبي
2021/4/23م – الحُديدة – بيت الفقيهآخرُ النَّزفِ أوَّلُه
———

أَتَيتُكَ يا اللَّهُ أَحبُو وأَزحَفُ
ونِصفي بلا قاعٍ .. ونِصفي مُصَفصَفُ
.

أتيتكَ والأيَّامُ تزدادُ كُربَةً
وأنتَ الضِّياءُ المَحضُ
تَحنو .. وتَلطُفُ
.

أتيتكَ يَغشاني الجَفافُ،
فَها أنَا يَباسٌ
ومِن حَولي التَّبارِيحُ تَعصِفُ
.

تَضيقُ على صَدري الهُمومُ ولَمْ أَزَلْ
صَغيرًا .. ويا لَيتَ الهموم تُخفَّفُ
.

يُؤرِّقُني التَّفكيرُ يُثقِلُ خاطِري
ولا هُوَ يُنبيني ولا هُوَ يُصرَفُ
.

ويُرعِبُني صَمتُ الزَّوايا
غُموضُها
ويَخنقُني هذا الهَواءُ المُزَيَّفُ
.

فأخلَعُ وَجهي حِينَ تَبلى مَلامِحِي
وأَكنِسُ ظِلِّي حِينَ يُوطَا وأَجرِفُ
.

ويُنكرُني خَطوِي الذي لَيسَ يَنتَهي
ويَعرفُني حُزني الذي لَيسَ يُعرَفُ
.
*****

– أَنا مَن أَنا؟
فَقدُ المَسافاتِ كُلِّها..
– أَنا مَن أَنا؟!
ذَاكَ الضَّبابُ المُكثَّفُ
.

أَنا ابنُ رحيلِ المَوجِ؛ أَشعُرُ بالجَوَى
كمَا يَشعُرُ المِجدافُ حِينَ يُجَدِّفُ
.

ولِي فِي النَّوى بَعضُ الطُّقُوسِ
أَجَـلُّها:
حَنيني صلاةٌ .. وانتِظاري تَصَوُّفُ
.

تُخَبِّرُني أُمِّي: حَضنتُكَ مَرَّةً،
فَأَحسَستُ شِيئًا في حناياكَ يَرجُفُ
.

فيَا حُزن يَعقوبٍ على فُرقَةِ ابنه
ويَا فَقد مُوسى وهْوَ في اليَمِّ يُقذَفُ
.

ويَا غُربَةَ المَعنى .. ويَا ظَمَأَ الرُّؤى
ويَا دَهشَةَ الشِّعرِ الذي لا يُؤَلَّفُ
.
*****

علَى شُرفَةٍ والليلُ يَجلِسُ جَانبي
أُحَدِّقُ في الفِنجانِ حينًا وأَرشُفُ …
.

أُحاوِلُ أَلَّا أَستَميلَ معَ الهَوَى
أُحاوِلُ أَلَّا.. لكِنِ القَلب أَضعَفُ
.

جِدارًا جِدارًا يَنضجُ الوَقتُ صامِتًا
هَلِ الوَقتُ يَدري أَنَّهُ سَوفَ يُقطَفُ؟!
.

علَى الوَقتِ أَنْ يَدرِي،
علَى السِّرِّ أنْ يَعيْ
حقِيقَتَهُ
مَهما اختَفى سَوفَ يُكشَفُ
.

ولَا بُدَّ أَنْ تَعرَى اليَنابِيعُ كُلُّها؛
سيَأتي علَى الأَنهارِ يَومٌ وتَنشَفُ
.
.

فخُذني إلَيكَ – اللَّه – مِن عالمٍ غَدَا غَريبًا..
جَمِيعُ النَّاسِ فِيهِ تُخَوِّفُ.

———-
حسين المحالبي
2021/4/23م – الحُديدة – بيت الفقيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.