تغريبة الحضارة العربية/ بقلم: د. ريم سليمان الخش

تغريبة الحضارة العربية/ بقلم: د. ريم سليمان الخش
ــــــــــــ
في أوج طعم لذاذة لا توصفُ
ينتابنا ألمٌ عظيمٌ مجحفُ
لم يخلق الله الوجود محايدا
إنّ الصفات من النقائض تُعرفُ
***
والعشق يتلف من به يتلحفُ
منذا الذي بجحيمه لا يُتلفُ !؟
لا تسأل الحلاج كيف وضوؤه؟
إنْ كان في جنبيك قلبٌ ينزفُ !!
أو تسأل المجنون عن أسبابه؟
ضاع الذي …أو للفقيدِ تفلسفُ ؟
***
متولهٌ لاوجهَ في مرآته
إلاه حين من الأنا يتخففُ
متوحدٌ نشواه كأسُ شعوره
وتخال من خمر الأحبة يرشفُ
متخففٌ مثل الحباب تصاعدا
ويبيت في كنف الدجى يتزلفُ
***
أو يلتقي المحبوب ذات تكشّفٍ ؟
أو ما يُرى في حضنه إذْ يعطفُ
أو تمسك اليمنى صحائف نوره
إمّا اليسار لسيفه تستوقف
***
إنّ الذي عند الجفاء الأضعف
هو نفسه زمن الوصال الأعنف
أنْ ليس إلا ثاقبا متغلغلا
مهما يكون من الهزيع ثكثّفُ
والخوف سدٌ مانعٌ أسراره
لايبلغ الحب العظيم مخوّفُ
فإذا انتصبت تقوّضت لبناته
وانثال ضوء عاشقٌ لا يُصرفُ
وإذا ارتجفت أمامه أبعدته
لايتقن اللذات قلبٌ يرجفُ
***
إنّ انفعال الخوف منقصة وما
يطأ الذرى متضعضعٌ متجوّفُ
مرض الحضارة ماثلٌ بشبيبة
نشأت على خصيانها تتخوفُ ….
ترضى حلول الظلم أمرا واقعا
وكأنه قدر لها بستنزف
لم يترك الرحمن أمرك عهدة
لطغاة عصر في الأذى تستخلف
وكذا الشريعة إن ربت أفياؤها
لابد من شبق بها يتكلف
يتقاتلون على الحصاد مذاهبا
سنت على الأطماع حين تؤلف
لو أنني لأذى النفوس مدافع
أو أنني نهر الحوادث أوقف
أوقفت إهدار الدماء تسلطا
ومنعت ذبح حفيده ..لا ننزف
مازلت من تنزافه متغسلا
وعلى الصليب وجودنا متوقف
.
يا قارئ القرآن دينك رحمة
فعلام في حمم الضغينة تقذف؟!
لهفي على حبل يشد وثاقنا
بتراحم وتعاضد لا نجرف !
فالهاويات تحفنا بتربص
والجارحات إلى الحشا تتلهف…
.
مازلت بالأمل الجميل محملا
علي بصحوة أمتي أتشوف….
د. ريم سليمان الخش
كل شريعة إنسانية حين تنضج تبدأ بالتفكك إلى مذاهب .
الشبق: هو شبق السلطة…