28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

عن نص “الرؤوس محشوة بالقش”للكاتبة فوزية اوزدمير/ بقلم: إبراهيم رياض

عن نص “الرؤوس محشوة بالقش”للكاتبة فوزية اوزدمير

بقلم: إبراهيم رياض

ــــــــــــــــــ

في مسائل الوجود والحضور والمشاهدة عند مواجهة الإنقراض والإندثار والزوال بون واسع التجليات من وصف الكمال وبأس الفناء والعدم … إنه الإختيار بين أمرين .. وجود دون خيال أو خيال بلا هيئة … تلك هي المسألة …. دائما تسكننا الصفات حاملات الدلالات … حلم .. فضل .. عدل ..عطف .. عفو وبأس وجود … ولكن تظل النفس أسيرة الموروث الوجداني حاكم الأفعال فيحدث هذا التفاعل ومن ثم الصخب والضجر …

وفي الكشف والتجلي تحضرنا المرايا تلك الكلمة والرمز الصوفي بالغ الدلالة للكشف عن مكنون الذات وعرية النفس … فليس أصدق منها كاشف للعيب … لذا ينقضي معها زمن الصمت لتنطق بما كشفت وعرفت عنا من أوجه القصور وتحدثنا بطلاقة جارحة على ما فقدناه برحلة الحياة …

لقد انقضى زمن الخفاء وأمسى وقت الخوف بليداً لنواجه الحقيقة بصدق اليقين ورباطة جأش … إنه صك الوجود المنفجر من بأس نار مستعرة وبحر جود .

نص هادر عظيم الفلسفة باعث على التفكير محدثاً الدهشة …

أنها الفكرة الأزلية طارحة عنصري الشكل والمضمون … الأنا الذاتية عظيمة السر وذاك الشكل واضح التجسيم دون الكشف عن المستور .

كم وودت أن لا أكون خطيئة إثم اقترفه أحد ما .. ?

كم وددت أن أكتب شيئا قاسيا عن نفسي .. !

 

الرؤوس المحشوّة بالقش ..

هادئة وعديمة المعنى

تترنّح مُتراقِصة ..

أشكال بلا هيئة ، وظلال بلا لَوْن

تبدو بلا جدوى مدجّجة بالصمت

في الليل تتوالد الأشباح بين شراشفي ..

في النهار تتموضَع العقلانية داخلي

لو أنني شيء ..

محاط بشيء ..

نهاية شيء

ثمّة أصوات خرساء

تدور في الفراغ

الأموات يثيرون خوفاً فيّ ، أيا ًكان من حدّق فيّ

لست متأكدة هل أنا موجودة أم لا .. !

سأتظاهر بالنسيان وأرخي جدائلي

أنا بحاجة إلى الخيال كي أواجه تلك الفضاعات التي تفرضها عليّ الأشياء

رأيت شيئاً أبيض في السماء

يقولون لي إنه القمر .. !

– عيناه معبأتان بصمتِ نبي –

يجلد تلك التخيلات الملعونة ذات الثقوب الصغيرة بالموت .. !

كم وددت أن لا أكون خطيئة إثم اقترفه أحد ما .. ?

كم وددت أن أكتب شيئاً قاسياً عن نفسي .. !

لاحظت أنّ لا أحد في المرآة

داخل المرآة هناك آخر – يَتربّص –

لم تعد المرايا أكثر صمتاً

يخيّل إلي ، الصوت نفسه دائماً

تَموء بصوتٍ خفيض

كقطةٍ تحت المطر

لا أعتقد أنني سأفكر بالأمر مرتين

هذه الذاكرة مثل الساعة الرمليّة

ثوانيها يعتريها الخفاء أو تعوزها – الدقّة –

ليس هذا بمهم

المهم أنها موجودة

أليس كذلك .. ? !

لا أدري قد تكون كذباً .. ?

لكن هذا الكذب جزء من الذاكرة .. ! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.