28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

“وَأَنْتَ تَكْتُبُني آخرَ الأَسْفَار” ديوان جديد للشاعرة د. كريمة نور عيساوي

“وَأَنْتَ تَكْتُبُني آخرَ الأَسْفَار” ديوان جديد للشاعرة د. كريمة نور عيساوي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صدر مؤخرا( 2021)عن مؤسسة مقاربات، المغرب وفي حلة أنيقة ديوان للشاعرة المغربية كريمة نور عيساوي بعنوان ” وأنتَ تَكْتُبُني آخرَ الأَسْفَار”،  لوحة الغلاف من تصميم الفنان محمد طريفي يضم بين دفتيه 22 قصيدة طويلة دونت مجملها في فترة الحجر الصحي، وقد جاءت هذه القصائد لتوثيق الأشهر الأولى من اجتياح وباء كوفيد 19، إذ أن أغلب النصوص تجري من وراء حاجز يمنع الذات الشاعرة من الخروج، فتظل رهينة المحبسين المعاناة الذاتية ومخاطر الجائحة، فكان الديوان صدى  لصرخة أنثوية  تكشف ذلك الأنين المغيب في جوف الحروف ،إذ لم تجد الشاعرة في ظل هذه  الوضعية بدا أو مهربا من جعل  صوتها المبحوح  صهيلا من  الشجن يعبر عن  معاناة المرأة في  طريقها المطرز بالوجع  نتيجة الانسلاخ عن العالم والتقوقع  في متاهات الوحدة ومعاناة اليومي والخوف من الفقد وضبابية الغد المجهول، خاصة في ظل البعد والهجر المفروضين مما مدد المسافة بين الأهل والأحبة وفرقهم …من هنا جعلت من حروفها سيمفونية ألم  تمتح من قساوة اللحظة وألمها، فجعلت من النوافذ بكل تجلياتها  وسيلتها للاطلاع على العالم والتفاعل معه فكلما قَرص خد نافذتها الفرح خصبت مشاتل الحنين  لمواجهة ذلك الأنين ، ولتبديد لحظاتها المقلقة، إذ كانت تتجول وتتمشى بكل حرية وانسيابية بين الحاضر والماضي عن طريق استحضارها لبعض الشخصيات الأسطورية كرموز للتحدي والمواجهة،  من  دون إغفال تنقلاتها بين الحضارات القديمة والواقع المعيش الذي وحد العالم في سفينة واحدة تواجه الغد المجهول، إلا أن الشاعرة فتحت نافذة مستشرفة المستقبل الحالم متخذة من الطبيعة والحب بكل تجلياته موئلا وملاذا لنسج خيوط الأمل،  من أجل تخطي واقع الجائحة المرير وكل مظاهر الأنانية والتشوهات النفسية. فتعلن أنها ستَشْرب عَطشها وَتأُكل جُوعها لتعتلي صهوة التحدي. إنها المرأة بكل تجلياتها وأطيافها.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.