رماد الأحلام: بقلم: مرام صافي الطويل

رماد الأحلام: بقلم: مرام صافي الطويل
…………….
يستوقفني الشوقُ إليكِ في منتصف كلِّ شيء ورغماً عني ، لطالما تمنيتُ أن أنسى ما حلَّ بنا وكيف فرقتنا الأيام ، ألا أتذكرَ رائِحَتُكِ وأُميزُها من بين آلافٍ غيرُكِ أن لا يمرَ شريطُ ملامِحُكِ في خاطري وألا أرى تفاصيلُكِ المميزة جالسةً على كرسيها في منتصف قلبي، أن أخفي آثار أقدامنا على الطرقِ التّي سَلكتها وأمنعُ ذاكرتي من تكرار صدى ضحكاتنا معاً ، لطالما كنتُ أقسو على نفسي مطالبةً مدامِعَ عيناي التوقُف عن بُكاكِ قليلاً…قليلاً فقط ، وكثيراً ما طلبتُ منهما الكفَ عن رؤيتكِ في وجوهِ من حولي لكنهما عنيدتان مثلكِ لا تأبهُ لما أقولْ ترغماني على البكاءِ دوماً كما طلبتُ من ذاكرتي محوَكِ منها… لكن كيف ذلك وانا التّي رحتُ أجبِرُها على حفظ أدق تفاصيلُكِ عند اقترابِ موعد الرحيل كي لا تفارقينني فأنا لا أقوى على العيشِ دونَ شيءٍ منكِ ولا أقوى على الحياةِ معكِ أيعقل….!! أيعقلُ أن يحتمِلَ عقلُ المرءِ كل هذه التناقضات، أيعقل أن يفترّ الوجدانُ لرحيلٍ قتلَ سعادتهُ أو أن يُسعَدَ ببقاءِ ما ينهِك قواهُ، أأطلبُ رحيلُكِ، وأنا التّي مِتُّ شوقاً لكِ، أو أبقيكِ مكنونةً داخلي تقتاتينَ على ما تبقى مني يوماً بعدَ يوم، أيعقلُ بأن أتمنى نزعُ ما أحبُ من جوفي لأُكملَ ما تبقى لي من أيامٍ دون ألم، ألمٌ أنا من رحتُ أغرزه في جسدي ليكبرَ معي، ألمٌ يشفي روحي من أنينِ شوقها جميلٌ كعيناكِ. يا ذكرتي المفضلة المستثناة يا قريبتي البعيدة يا دائي ودوائي لا تدعيني أنساك وارحلي من زوايا ذاكرتي، خذي ما تبقى منكِ داخلي فلا أريدهُ، واسكني أنتِ في عمقي الذّي إحتليتيهِ، كفاكِ عبثاً برمادِ أحلامي التّي أوقدها رحيلكُ، خُذي بيدي إلى كلَّ ما يذكرني بكِ علّي أفقدُ ذاكرتي حينها وأفقدُكِ.