عمر افتراضي/ بقلم: أبو أيهم النابلسي

عمر افتراضي/ بقلم: أبو أيهم النابلسي
“” “” “” “” “” “”
وهـذا الـوجـه كـان أنـا
يعـرفنـي ويشبهنـي
وأعـرفـه وأشبهـه
ويحمـل كـل أفكـاري
التـي نبتت على شفتـي ..
وكـل ضجيـج أحـلامـي التـي كـانت مـؤجلة
الـى أنْ تكبـر الأيـام فـي لغتـي ..
يخبـئ فـي عيـونـي كـل آمـالـي
وينثـر فيهمـا الـرؤيـا
تحـلّـق فـي مسامـاتي وفـي جهتـي ..
مـرايـا الـروح كـانت جـرعـة الألـوان
فـي وجهـي وفـي صـدري وفـي رئتـي ..
جـرار تمـلأ العينيـن أنهـارا وأزهـارا
وتـزرعنـي بسـاتيناً وأقمـارا
وتصنعنـي رذاذ الحـلم أفًرد فيـه اجنحتـي ..
كـأنـي مـا مـررتُ علـيَّ فـي يـومٍ
ولا شـرَّعـتُ أشـرعتـي ..
تكسـرنـي كمـا الأمـواج أيـامـي
وتهـدم كـل أضـرحتـي ..
وكـل الضـوء يـركض هـاربـا منّـي
ومن جسـدي وأمتعتـي ..
فـأغـرقُ فـي مهـب الـريـح كـالأسمـاك مختنقـا
فحـزني صـار لـي وطنـاً
وكـل مـلامحـي وجـع
وأنفـاسـي مـرقّعـة تنـوء بثقـل ذاكـرتـي ..
أرانـي اليـوم أمضـغُ رغـوة الأيـام
أزحـفُ فـي مضيـق الـروح
أفكـاري تنـازعنـي علـى قطرات أيـامي
وتطفـئ كـل أحلامـي وتتـركنـي
كـآبـارٍ معطَّـلـةٍ
تضـج بهـا شـرايينـي وأوردتـي
كـأني لـم أعـد نفسـي
فهـذا النبـض يـأكلنـي وعمـري صـار في أمسـي
تفـاصيلي مجعَّـدة
وجفّـتْ كـل محبـرتي..
فليـت العمـر يمهلنـي
لأُكمـل رسـم خـارطتـي ..