منفرداً بي… / بقلم : عزوز العيساوي

منفردًا بي،
ألبس قُفَّازَاتِ العِنادِ،
لأسرق ابتسامة الليل العريضة..
مُتَّكِئا على كتفه قليلا،
أغازله في حضرة صبيان النجوم،
لِعله يَفتَضُّ بكارة صباحٍ قريب ..
مُنفردًا بي ،
أقرأ وصايا ” كافكا” في سخرية
لأركب سُلَّمَ صراعٍ أرفضُه ..
أصرخُ مِلْءَ المكان،
أني أرفضُ لعبَةَ ممثلِ بليد
على خشبةِ المسرح الفقيرِ ..
أُكسِّرُ عُكازةَ التَّشَفي في يد جمهورِ قديم،
أُلغي من قاموس لغتي،
كلماتِ التضامنِ والتهريجِ على وقع التصفيق
وأُنَكِّسُ يافطة تَوَارَثَها الرفاق
باسمِ الوفاءِ لكتَابٍ غريب ..
مُنفردًا بي ،
أعود إليَّ حافيَ الأقدام
بعد مسيرة مُتعِبَة ،
أتخطَّى الأشواك
و نيرانَ مواقِد السهر الساخطَة ،
كابتسامةٍ تسبحُ من غبائها
في بِركَةٍ مباركة..
فألعنُ التمثيلَ والنجومَ الساحرة..
مُنفردًا بي ،
أقول لا بلا تَردُّدٍ،
أرفعُ شارة النصر في وجه الغباء،
لأني مازلت أشك أن الطرقات المدسوسة
في خرائطِ الوطن
قد تُفضي إلى حَدائقِ الانعتاق …
منفردًا بي ،
أصرخُ كحارسٍ قديمٍ أعياه الانتظار
أني أعشق غربتي الزائدة
ومائدَةَ صمتٍ تزينها فاكهة النسيان،
حتى لا أنبطِحَ كقطيعِ خرفانٍ
في المذابحِ،
كي لا يطولَ النزيفُ فأتألم ..
عزوز العيساوي