28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

سأخبرك أيها الفرح المسافر / بقلم: مرام عطية

سأخبرك أيها الفرح المسافر / بقلم: مرام عطية

——————————

حين َ ألقاكَ سأخبرُكَ عن وريقاتٍ نديَّةٍ ، لبستْ ثيابَ الخريف الشَّاحبِ ،

وعن أحلامٍ تساقطتْ أزهارها دهسها قطارُ الريحِ الأصفرُ

سأحدِّثُكَ كيفَ تشرَّد السنونو من عيني طفلةٍ

تركتها الحربُ يتيمةً بين أنقاضِ بيوتٍ هجرها أصحابها ،

تلملمُ بقايا ألعاب لأترابٍ لها قضوا بصاروخٍ حاقدٍ أو لغمٍ ذكيٍّ ، بين جهلِ الفتاوى وتضخمِ الأنا ،

تستجدي العشبَ الهاربَ مثلها من الموتِ حفنةً من القوتِ ؛ لتسكتَ صراخ جوعها

أو غرفةً من الندى لتبللَ جفافَ زروعٍ في سهول  عطشى لقطرةِ ماء ….أيُّها الفرحُ المسافرُ مع الريحِ .

وسأخبركَ عن أقاليمٍ غابَ عنها المطرُ ، وسحبَ الشتاءُ ذيلهُ عليها

ولن أنسى قواريرَ الحنانِ التي خبَّأتها أمِّي بغيابكَ في حنايا أوتاري ، ومساماتِ بنفسجي

خوفاً من تسلَُّلِ قراصنةِ الشتاءِ وكوميندسِ  الأوجاعِ

و سأحكي لكَ عن انهزامِ تجاعيدِ الكهولةِ عن وجهِ سندريلا الجميلةِ بصفعةٍ من كفِ ميكابٍ ماكرٍ

وبغمزةٍ من شفتي ياسمينٍ فاره ، عن تلاشي جحافلها تحتَ أساطيلِ الشَّمسِ العتيدةِ ، حين تخطُّ انتصارها على أسيلِ وجهها بقلم الوردِ

لاتطِلْ غيابكَ أيُّها الفرحُ … مرَّ بي مع خطا الفجرِ في دروبِ الليلِ

تعالَ غيمةً ماطرةً في عينيها أغنيةُ شوقٍ ، تتهادى ببريق عشقٍ

أعددتُ كرنفالاً يليقُ بقدومكَ ، من الحبقِ والأقحوانِ ، فستاناً من الليلكِ مرصعاً بأقمارِ الصنوبرِ سأرتديهِ لكَ ، و نسجتُ شالاً لجيدكَ الأخضرِ من حريرِ الهمسِ

لا تخفْ من البردِ أو من قوافلِ الأحزانِ في أقاليمٍ محاذيةٍ للقلبِ ؛ سأواري جثامينَ أحبابي

تحتَ معطفي الشَّتويِّ ، ألفُّكَ كالطفلِ بشراشفَ

خاطتها أمِّي في أمسياتٍ دافئةٍ ، طيبَتها بعبقِ أغانيها الجميلةِ ، تعالَ فبين يديَّ قصيدةٌ و بريدُ غزلٍ  ….

——-

مرام عطية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.