بم تفكر… / بقلم : فوزية أوزدمير

بم تفكر… / بقلم : فوزية أوزدمير
ـــــــــــــ
بم تفكر .. ؟
أنا لا أفكر ..
أتابع نفسي من الداخل وسط حشد من الممثلين يلعبون مسرحيات كثيرة ..
لم يلاحظ أي أحد من الذين أعرفهم أن التفكير عمل شاق إن كان لديك عقل في رأسك وحذاء على مقاس رجلك
يحدث أحيانا حين يمتد بي الخيال الذي يجتاحني قدرا ، أن ينتابني شيء من اللامعنى خلف أقمشة الساتان المشتهاة ، عندما يداهمني صوتي الداخلي ليوبخني أحيانا بالهمس ..
كم أنت غبية.. ؟
أوليقول لي :
السياسة مثل الحافلة المضروبة والشريرة في نفس الوقت ، وإن الوضع مثالي جدا ، رغم كل الخراب المقيم في الأحشاء ، وانزلاق البلاد إلى حرب أهلية
أعض على لساني ، أتلفت يمين يسار، أدور على عقبي ، معتقدة قد يكون هناك من سمع بصورة مباغتة ما دار بيني وبيني ، ف الجدران لها آذان
كم هو قاس هذا الشعور عندما يحدثني ، أحس بأني لست سوى خيال لا مرئي يرعبني
أركض بوحشية ضارية في دائرتي على رؤوس أصابعي ، أمشي متمسكة بكعب حذائي المكسور مسكة رقيقة ، وكأني أحمل طيرا نافقا ..
يذر نارا هنا وهناك
ذات ظهيرة في سبات بارد
وفي أحيان أخرى يدعمني مؤكدا أن العاصفة ليست شتاء ، ولا حتى مطر ولا جوع
يدندن بأغنية عالقة في رأسي ..
” بنص الجو بيغير جو بيطفي الضو بيرعبني ”
أو يعيد علي كلمة سر لا أريد نسيانها ، أو يرن في دماغي ليقول لي مثلا :
لا تنسي شراء الخبز .. !
أسمعه مع افتراض اللاشعور به . .
وهذا ما لا يحدث إلا قليلا ..
هو مشهد من سيناريو آخر ،
هو أنا
عندما أقرأ كتابا ما وكل شيء يفلت مني وسط مخيلتي على الرغم من صمتي المتعجل ، قبل أن أشحذ فكري ، يردد الكلمات بصوتي الداخلي ..
هذا الصوت المنولوجي مصباح لرؤية ما تحتوي عليه الغرفة المظلمة ، وأستدعيه ليحضر حين أرغب في تذكر شيء ما تاه بين ركام عقلي ، يحضر في مواقف مختلفة ، ويحدث مرارا أن يعثر علي .. ويحدث ذلك كثيرا
يدعمني أو يقرعني ، لكنه يتحدث طوال الوقت تقريبا قبل أن أعود إلى مخدتي وتغلبني صحوتي :
شكرا على الوقت الجميل . . !