أنا المرأَةْ / بِقلم: وَعد جرجس

أنا المرأَةْ / بِقلم: وَعد جرجس
ـــــــــــــ
قصيدتي التي جاءت إجابةً لسؤال طُرحَ عليَّ في أحد الحوارات الإذاعية ألا وهو: إذا سألك سائلٌ من أهل الشِّعر من هي وعد جرجس جملةً وتفصيلاً ما هو جوابك شعراً ونثراً؟ فكانت هذه القصيدة الحرة (أنا المرأَةْ) إجابتي ..
أنا امرأةٌ هدرتُ
دماءَ أوردَتِي
على الصَّفحاتِ
حِبراً صاغَ قافيتِيْ
وزَلزلتُ المدَى شِعرَاً
ببرقِ الحرفِ من شفتِيْ
أسيرُ وليسَ لي
ساحٌ تحدِّدُني
فسَاحِيْ فيَّ
قابعةٌ تجدِّدُني
أنا طيرٌ هوى همّاً فأرقَدَهُ
وكالعنقاءِ نارُ الحَرفِ
مِنفضَتِيْ
هَجرتُ بلادَ أجدادِي
ونَزفُ الوجدِ سيّالٌ
بسيفٍ شقَّ خاصِرتِي
وبعثرتُ الأسَى دمعَاً
على طُرقاتِ من رحَلوا
بعيداً عَنْ معانَقتِيْ
أنا السِّريانُ والكلدانُ
والآشورُ عنوانِي
وما ماتوا بأغنيَتِيْ
سقاني نهرُ عشتارٍ أنوثتَها
وحكمتَها فما خابَتْ مبايعَتِيْ
أنا الأنثَى التي رحَلتْ
تفتِّش عن خلايَاها
بحبرِ الحرفِ والألوانِ
يحيَا عَرشُ ماهيَتِيْ
وتلكَ الطِّفلةُ الكُبرى
لأسرتِهَا أبتْ أنْ تفتحَ
العينينِ إنْ حَزنتْ
يغيبُ الكونُ عَنْ ذِهنِيْ
فيؤتَى ليْ بتفَّاحٍ
كلونِ الحُبِّ في وَطنِيْ
لأفتحَ مُقلتِيْ فرحَاً
وتَشهقَ فيَّ أفئدتِيْ
كَبرتُ ولم أزلْ طفلاً
تَحوكُ الشَّمسُ لي شالاً
يغطِّي كُلَّ أزمنَتِيْ
وأملأُ جُعبتِي مطرَاً
أخبِّئهُ لآبِ الشَّوقِ إذ آتٍ
أرشُّ ترابَ أمنيَتِي
تَفوحُ روائحُ الرَّيحانِ
من وطَنِيْ لِشريَانِي .
كَبرتُ ولَمْ أزَلْ آسَى
وفِيْ حُزنِيْ أرى التُّفَاحَ
لونَ الحبِّ في وطنِيْ
دمَاً بالأحمرِ القانِيْ
فتُمسيْ بَهجتي ثكَلى
ويغدو الدّمعُ فاكهتِيْ
جُنونُ الشِّعرِ والألوانِ
عينُ العقلِ في لغتَي
أنا وعدٌ لكُمْ أبقَىْ
سَماءُ الفِكْرِ مملكَتِيْ.
__________
وعد جرجس شاعرة وكاتبة سورية
رئيسة الاتحاد العربي العام للشعر والفن والثقافة في هولندا