28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

في عزائـــــــــــــي /بقلم: عبد الحكيم شني

في عزائـــــــــــــي

بقلم: عبد الحكيم شني

ــــــــــــــــــ

في حلمي ، في عزائي

في عزائي قال لهم جاري

أني كنت محتالا و كاذبا

في عزائي قالت أمي

إنه كان شريفا

يقبل الخبز و يبعده عن قارعة الطريق

قال لهم جاري الآخر

إنه كان بخيلا و زنديقا

قالت حبيبتي

كان صادقا معي

و ها هو رحل

و بصديقه سأقبل

أنا أريد صديقه

لا حاجة لي بالصدق

أريد أن أرمي بقلبي

في مطاحن الخيانة و الخذلان .

منذ زمن بعيد

بعيد جدا

قالت معلمتي

إنه لا يثقن الفرنسية جيدا

ما أعجبني فيه كان يتغزل بي

و التغزل يمهد صاحبه للجحيم.

في عزائي

قال لهم مؤمن و هو غير مؤمن

إنه كان يتغيب عن الصلوات

و عن الدرس و الحديث .

يلتقطون ناري لإبادتي .

أشفق أبي على صديقي

و أهداه معطفي

ليصير شاعرا

لكنه أصبح ماكرا .

نعشي يقترب من المقبرة

وتلك الغربان القابعة هناك

توقع إعلانا على أوراق الصنوبر

تنتشلها الرياح

تعصف بها إلى بلدة أخرى

يلتقطها غريب و يقرأ

شخص ما هناك رحل.

أصدقاؤك هناك

الذين كانوا أصدقاء

يتهافتون

في العشاء الذي أُعد تحت اسمك

في كل لحظة يزمجر أحدهم

لم نشبع .

في عزائي

ما إن لامس النعش القبر

و صار ظلام على ظلام

ثم ظلام

حينها أدركت أني حي

و هم موتى .

حومت روحي هناك

تتصاعد بين الأرواح

ثم رأيت المؤمن الذي هو غير مؤمن

و جاري و حبيبتي و صديقي الماكر

عزمهم أبو لهب على عشاء فاخر

تفاصيل البشر في الصحون

و دماءهم في الأقداح

إنهم شياطين القبائل

هكذا قال فيهم القائل

و أنت ماذا تقول ؟!

أما أنــ ـ ـ ــ ـــا

عشت حياتي كما أريد

و كما أراد القدر

و لا زلت أنتظر

أن تطهرني دعوات أمي

الممزوجة بـــــــالمطر .

آذار – 2022

عبد الحكيم شني

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.