تعمدت في نصوصي… / بقلم: ماهر محمد

تعمدت في نصوصي… / بقلم: ماهر محمد
…………..
تعّمدتُ في نصوصي
أن أكتب بقلم رصاص
كي لا يجّف الحبر فأفقد الكلام
كي لا ترتجف يدي كثيراً
لأن كل حرفٍ هنا
يقعُ على عاتقي
وكي لا أُهدر أيضاً الكثير من الورق..
تعّمدتُ في نصوصي
أن أكتب بقلم رصاص
كي أستطيع مسح عدسة قناصة
لجندي إسرائيلي
وأكتب عوضاً عنها
الكثير من الأصابع الوسطى في وجهه..
لأمسح تعب أبي وتجاعيده
وأكتب قبلة على يده..
لأمسح سعال أمي وأمراضها الكافرة
وأُعوضها بدعاماتٍ
ترفع سقف الحياة عن ظهرها..
تعّمدتُ في نصوصي
أن أكتب بقلم رصاص
كي أوقف مطراً فوق خيمة لاجئين
ولأضيف ربما
أكياساً من الحليب في كراتين المساعدات
بعد أن أمسح يد المسؤولين عن التوزيع..
تعّمدتُ في نصوصي
أن أكتب بقلم رصاص
كي أستطيع متى شئت يا حبيبتي حين نتشاجر
أن أُعبّر عن كرهي لك
وإن أردت عن حبي العنيف..
أن أترك سطراً فارغاً تحت شرفتك
ليكون خالياً من السيارات والمارة
ويتسنى لنا اللقاء في مدخل البناء
لأني لا أريد المجازفة في دخول بيتك
وفي يد والدك قلم باركر..
(الفقر ليس عيباً)
تعّمدتُ في نصي هذا بالتحديد
أن لا أكتب بقلم رصاص
وأن أكتبه بدمعة
لأن الفقر كسره
وسأكون مُضطّراً الآن
أن أنتظر عودة المدارس
بعد أن توزّع الأونوروا
أقلام رصاصٍ جديدة
على أولادي..