أحمل ضحيتين ولا أقع/ بقلم: محمد زينو شومان

أحمل ضحيتين ولا أقع
بقلم: محمد زينو شومان
ــــــــــــــــ
أحملُ ضحيّتين ولا أقع
أنسيتَ كم فصلاََ قضينا نحصدُ الخيباتِ
مثل القمحِ؟
دعك من الزمنْ
هو فاشلٌ جدّاََ سأجلده أمام الناسِ
ألفَ عصاََ وأهربُ..
أين تهرب؟ للزمان _ كما يقال _ يدٌ طويلهْ
أترى سيلحقُ بي إلى بيتي؟ أيدخل حجرتي متلصّصاََ؟
هل يقتفي أثري إلى بيت الخلاءْ؟
أيفتّشُ الأدراجَ؟ يكشفُ فوهةَ الصدر الذي
أعطيه أسراري بلا حَرَجٍ؟
مُحالٌ.. لن أمكّنه من الأضلاع حيث ودائعي مدفونةٌ مثل المعادن والجرارْ
قل لي أيُفزعك انكشافُ جرائري وسريرتي؟
صدري.. أتعلمُ؟ لم يعد ملكي
وليس خزانةََ أو متحفاََ للمومياءْ
أولست أنت من استباح شؤونه حتى غدا
داراََ بلا بابٍ يعيثُ بها اللصوصْ؟
أَنْهِ انتدابكَ وارتحلْ
كيف التحرّر منكَ؟ خذ سيجارةََ واخرجْ
ودعني أستقرّ هنيهةََ فوق السّريرْ
أنا لم أنم منذ اقتحمتَ حصونَ أشجاني
وأجليتَ الحرسْ
وطفقتَ كالجلّادِ ترجم بالحجارِ هواجسي
وتدقّ عنقَ لواعجي من دون إشفاقٍ ورحمهْ
كيف انتصرتَ عليّ؟
كيف طردتني من عُقرِ أحلامي؟
ألم تشعر بذنبٍ؟
خذ وصيّةَ والدي، بوليصةَ التأمينِ،
خذ مترين.. هكتارين من روحي ومن ألمي
وخذ ما شحّ من بصري
وغادرني _ ولا ترجع إليّ _ بلا وداعْ
هل تبتغي صاعين من وجدٍ؟
تعال اكتلْ بصاعكَ ما تشاءْ
أنسيتَ؟
ما أبقت على غابات أشواقي الحرائقُ من شجرْ
وانهار فوقي سقفُ أتراحي
أما واريتني في اللحدِ؟!
هل تنسى الترابَ على يديكْ؟
لكنّني استيقظتُ إكراماََ لفضلكَ
فانتبهْ إنّي سئمتُ الصبرَ والتسويفَ
دعني..
كيف أُوسعُ داخلي لضحيّتينِ ولا أقعْ؟
أنا لم أعد من هجرتي الأولى،
جعلتُ الشّوقَ مجذافاََ فأغرقني
ألامن منقذٍ يُدلي إليّ بحبله قبل الوصولِ
إلى قرارِ الهاويهْ؟
لبنان _ زفتا في 2022/9/2
محمد زينو شومان