لا تُطفِئ الشمس / بقلم: د. سعاد السيد

لا تُطفِئ الشمس / بقلم: د. سعاد السيد
ـــــــــــــ
حدثتني و قالت:
خمسة عشر عاما مرت منذ اللقاء الأخير ، كان قويا و حازما و هو يخيرني بين حبه و الهجرة معه ، و بين تمسكي بأفكاري العقيمة كما قال ، فأنا لا أعترف بالحب و لا أضحي لأجل مشاعره العابرة بما لا أطيق …
رحل عني، و في بلاد المهجر ،ظلت روحه الملٱنة بي وفية لنبضها الأول ،..
راسلني مرارا كي أعود عن عنادي لأنه سيبدأ من جديد حياته التي يتمناها معي، لكن الأوان قد فات ، فلكل قدر كتاب، و الحياة لا تنتظر الدموع حتى تجف….
اليوم أتى رغما عني، جلس بين يدي كطفل لا يعشق إلا وجه أمه، وَيْكَأَنَّي لا زلت تلك المراهقة التي يلتهم الخجل ملامحها، أهرب من عينيه ذات يمين و ذات يسار، و عينه تكاد تسطو على قلبي بحب يدك أوصالي و يبث الشوق في أعماقي، و كأني عرفت معنى الحب لأول مرة…
قررت أن أرحل سريعا، قبل أن ينبت الأمل بداخله و تزهر نسمات صبره من جديد، انتفضت أقطع حبل يقينه بشك أطلقه لساني :
أنا أيها العزيز أعشق رجلا آخر حد الثمالة !!
تعلقت عينه بعيني، و هو يجهر بصوته الحازم كأول مرة :
كلا ، أنت تبحثين عن حبي ، أنا هو ، أنا أعرف قلبك أكثر منك، الآن أدركت أنك حبيبتي أعتذر لأني أخطأت حين لم آخذك عنوة يومها ، و أعتذر لأني أترك لقلبك خيارات قاسية لا تليق برقته …
تعانقت العيون لثوان تمسح عن كاهل الفراق كل أسى ،
هم أن يمد يده،،، لولا أن قلبي كان أقسى حكما !