حلمٌ مُشْتَرَكْ/ بقلم: إبراهيم يوسف

هايْكو
حلمٌ مُشْتَرَكْ
عن عَطَشِ
الصّحْراءِ اْلعَرَبِيَّة
والرُّبْعِ الخالي
لعَلَّ ما يحدثُ من استباحةٍ للدِّماءْ
إنَّما يرتبطُ من بعضِ الزَّوايا
بالكَبْتِ.. والوَعْدِ المُفْرطِ بالفَرْدَوسْ
وما تؤولُ إليه
أحوالُ بعض المؤمنينَ بِدِيْنِ الإسلامْ
لَوَ انَّ ثِيابَ النّاسِ
الفَضْفاضَةْ
تُحاكي أحْلامَهُمْ
في اليَقْظَةِ والمَنامْ
لامْتَلأتِ الدّنْيا
بأزْهَى فَسَاتِيْنِ النِّساءْ
ثم اخْتَفَتْ
من الأسْواقْ
السَّراويلُ القَصيرةْ
وَبانَتْ
حَمَاماتُ الرِّجالْ
وَعَرِيَتْ
مِن أوْراقِها
أشْجارُ التِّيْنِ
والتّوْتِ.. والرُمَّانْ
حينَما دَهَمَتْني
في وجْهي البثورْ..؟
حارة كالجَرَبْ
كريحِ التَّيْسِ
والفُحولَةِ العَمْياءْ
كنتُ أحلمْ
بِلَيْلَةٍ هَنِيَّة
وزَهْرَةٍ بَرِّيَّة
ومُراهِقَةٍ بَدَوِيَّة
مَكْحولةُ العينينِ
هيفاءُ القدَّ
مُوَرَّدةُ الخَدِّ
عامرةُ النَّهْدِ
سَكْرانَةُ
اللحْظِ والثَّغْرِ
والشفتينْ
مَجْدولةُ الشّعرِ
بَضّةُ الجِسْمِ
مُسْتَديرَةُ الفَخْذِ
مَلآنُةُ الرَّدْفينْ
ماؤها
بِطَعْمِ حَليْبِ التِّينْ
يَلْسعُ
كَتَوابلِ عَطَّارٍ
مِنَ الهِنْدِ
وباكِسْتانْ
يَقْطُرُ من نَهْدَيْها
كوكتيلُ المانغا
من مِصْرَ والسّودانْ
مَخْلوطاً بِشَرابِ الوَرْدِ
من بلادِ الفرسْ
وعَصيرِ التّفاحِ
في لبنانْ
مع الليمونِ
من حَدِائِقِ
حَيْفا ويافا
في فلسطينْ
تَحْصدُ حَقْلَها
وأروي أرْضَها
فيثمرْ كَرْمُها
خَوْخاً ولوزاً.. وتِينْ
تنامُ جَنْبي
في الظَّلامْ
تنامُ تَحْتي
تنامُ فَوْقي
وأنا خَلْفَها
مَكْدود العَواطِفِ
أعْوي
أدسُّها.. وتدُسُّني
في كلِّ مكانْ
فلا أغفو.. ولا تغفو
حتى يَنْقَضي الليلُ
ويُدْرِكَنا
نورُ الصّباحْ
ويَتَوَقّفْ كِلانا
عن الهَمْسِ واللمْسِ
والحَكْيِ المُباحْ