أشياء غير قابلة للنسيان/ بقلم: محمد بريدي

أشياء غير قابلة للنسيان/ بقلم: محمد بريدي
____________
انتظر أحد ما،
انتظر موقف ما ،انتظر شيء ما
يهزني بقوة ، ليُصحيني ،
ليُصفيني من شوائبي الكثيرة
أو بالأحرى انتظرها…!
***
قالوا لي
مالنا نراك والحزن يطفحُ منك ،
درجة أنه مُتبدٍ على وجهك وجميع ملامحك
اما آن لك أن تنساه،
أن تعيش لحظتك هذهِ فقط ..
دون أن تلتفت للماضي أو تنظر للقادم…
فقلت بصوتٍ حاسر
“وكيف سأنسى حزني وهوَ الذي يجمعني بها”
****
وأقول بسري ، بل وأعزم على ذلك
انني سأحاول، من لحظتي هذهِ
وأعمل جدولة للنسيان .
أدرج فيها كل لحظة قرب نسفها ارتعاشي
وكل حديث صيرته وبُتر من أصابع الزمن
أدرج
ليلي اللاهب بالأحلام
وصباحي المتوج برائحة هطولها
أدرجني خيبة… خيبة ، وشهقة… شهقة
ثم أتخيل ذلك كله بحنان وأمضي
ملهوفاً إلى صورتها.
****
ذات صباح قصير جداً جداً ،
كنت اشرأب بها من خلف المتون،
وهي تأخذ بأحضان رفيقاتها في مشهد ساخن جدا
عند آخر لقاء يجمعهما معاً.
كان حنيني اليها يُسعِّر دمي.
أما قلبي كان يهذي ويتدافع نحوها بجنون
لكنها نستني :
نستني ورحلت دون ان تلتفت حتى
بكيت حينها بقوة ومسكت قلبي وقلتُ:
“يا أيها الغريب المنسي في زحمة
الوداعات ما احوجك إلى عناق”
_________________