28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أمامَ بابِكَ الموصودِ …أرتجفُ/ بقلم: مرام عطية  

أمامَ بابِكَ الموصودِ …أرتجفُ/ بقلم: مرام عطية  

______________________

صواري شتائكَ عاتيةٌ، سفحتْ أشجاري الوارفةَ الثمرِ، أحرقتْ بصقيعها حشائشَ قلبي النديةَّ، أدمتْ زهورَ أحلامي، أمواجكَ المجنونةُ كسرتْ شراعي المسافرَ نحو النجومِ، بعثرتْ ترتيبَ حقائبي، ولوتْ صفصافَ عزيمتي.

لياليكَ الحالكةُ طويلةٌ ثقيلةُ الوطءِ، لا نجمَ يضيءُ سماءها، أو سميرَ يؤنسُ وحشتها، بعد أن شيَّعت مراكبكَ أحبتي إلى بلادٍ نائيَّةٍ.

أمامَ بابكَ الموصودِ أرتجفُ، يسيلُ حزني أنهارا، أتسوَّلُ كطفلةٍ مشرَّدةٍ بلا مأوى أو حضنٍ دافئ، ألوكُ كبريائي المطعونَ بصبرِ أيوبَ، أتلوى كعصفورٍ صغيرٍ أضاعَ أمهُ فارتمى في فمِ وحشٍ من غير أن يرفَّ لك جفنٌ أو يرقَّ لك قلبٌ.

ومن ألوانِ العجبِ القاتلِ يا وطني أن يمنحكَ فقري عرباتٍ فارهةً، ومن بؤسي يكحِّلكَ بأقراطٍ وأساورَ، وقوافلَ تصدرها للأممِ محملةً بالذهبِ والفيروزِ، ويهديكَ صقيعُ أيامي توهّجَ عالمٍ أنيقٍ ودفءَ حياةٍ، يملأُ غيضُ آباري آباركَ فتفيضُ بالياقوتِ واللآلئ، ويمطركَ تشرُّدي بالأمان، ياللألمِ !!

سحُبكَ غنيةٌّ يا وطني وأرضي عطشى، سماؤكَ خصبةٌ وحدائقي مقفرةٌ، جداولك طافرةٌ بالبترولِ وسراجي نفذَ زيتهُ من عقدٍ، معاطفُ ملوككَ صوفيَّةٌ متوجةٌ بالماسِ

والزمرد، وثوبي ممزقٌ لا يرد الزمهريرَ عن جسدي النحيلِ، فمتى تحنو عليَّ سماؤكَ فأبتسمُ، أو تلتفتَ إليَّ سحبكَ فأعيشُ بأمن وسلامٍ.

______

مرام عطية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.