أنا أتغير كثيراً / بقلم: مريم الأحمد

أنا أتغير كثيراً / بقلم: مريم الأحمد
ــــــــــــ
أنا أتغير كثيراً، يا أمّي
أصيرُ شجرةَ حبّ الآس الحزينة
أرتحل على شفاه عازف ال “مود” شمالاً و جنوباً، كلما تقلّص خطّ الحدود ..
أصير راية ممزقة ترفرف على ركام الأسماء .
أتغير مثل سمكة بلا جلد في حوضٍ للبيع!
أنكمش في القعر، أظن الزجاج أمي و العشبة المالحة أبي!
و تقول الأيام، اهدئي
ماما
ماما
أنا أصير أصغر، و كفوف الشياطين أكبر ..
أتغير إلى تشريفة مزار ترابية
يحمرّ لون حبوبي البيضاء
و الطيور خلف مناقيرها
تصلي.
يا أمي! لن تفهمي ما أقوله أبداَ
حُلّت عقدة لساني
صارت لغتي طبلاً أجوف بمئة عصا،
و الندوب اللاسعة تطفح على موسيقاي.
أخبريني يا أمي
عن حارس قريتنا الأخرس الأعمى
إن كان قد وصل
إلى الجنة!
او إلى الجحيم..
أرجوك، هذا يهمني كثيراً.