أيّها الخارج من عطر الورد/ بقلم: أدبية حسيكة

أيّها الخارج من عطر الورد/ بقلم: أدبية حسيكة
ــــــــــــــــــــــ
أيّها الخارج من عطر الورد
الداخل في لون دمي
افتَحْ على شرفات الندى بوابات الذهول
إن للحديقة طريقاً يمرّ بمحاذاة قلبي
ووردة واحدة تكفي لأسميكَ روض من رياض الجنة
وإن لملامحك الراكضة على ملمس الأثير ظلّ الصباحات
وإن الأشجار القريبة من البحر
تتنفس تنهيدة الملح
وتلك الشمس الثملة تستحمّ آخر النهار بغبار الذهب وبضباب متناثر من تلويحة الغروب وظمأ الحنين
وتطفئ شحوب وجهها المُتعَب ببخار الغيوم
أيّها الخارج من ضوء القصيدة
الداخل في عرش مسائي وفي نبيذ الكروم
هاك كأسي من مَعين
الأقرب إليكَ زرقة حرفي
وفضاء تجاوزَتْني خيالاته إلى لغة العبور
وهذي السطور لقاءات زرقاء وأطياف وهطولات
واحتراق قُبلة مستعصية بين آه وآه
لا تليق إلا بماردٍ خارجٍ من لون الرماد
يشاكس توهّج ظلّي العنيد
ونداء موج يحاصصنني صداه
من حبرٍ وبوحٍ ومدادْ
يستعيد… حرائق الذاكرة الموغلة في التفاصيل
وغربة الغابات التي استيقظت على ارتعاشه مواويلها
حكايات باحت بأنفاس عبيرها المعتق في قوارير الأثير
ورحلات سندباد…. استكشَفَتْ سرّ الدمع الموحش على خدّ ليلها
وأسفاراً لأقمار مؤنسة
سَقَطَتْ غير مكترثة بالتشظّي
قليلها من ضوء داهم ظلّي بغتة…
هو الكثير… الكثير.