29 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

الأدب في المعركة … 52 عامًا على الاحتلال/ بقلم: شاكر فريد حسن

الأدب في المعركة … 52 عامًا على الاحتلال

 إطلالة على بدايات الحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية في المناطق المحتلة

بقلم: شاكر فريد حسن

 

بعد الاحتلال الإسرائيلي العام 1967 شهدت الأراضي الفلسطينية حركة أدبية نشطة، وذلك بفعل الظروف الجديدة التي افرزها واقع الاحتلال، وما عاناه شعبنا الفلسطيني في المخيمات من قهر وظلم وعسف وتميل يومي ومشاكل حياتية.

وتعددت الفنون الأدبية التي تعكس وتصور وتعبر عن الواقع المعيش، وبرز الشعر بشكل خاص، وتبلور أدب مكافح ككفاح الصحراء، وملتهب كالتهابها. وظهرت أعمالًا أدبية واقعية ملتزمة في مجال الشعر والقصة القصيرة والرواية. ورافق ذلك متابعات وإضاءات نقدية عديدة.

ومن أهم العوامل التي ساهمت في إبراز وانتشار الأدب الفلسطيني نشوء وصدور الصحف والمجلات الأدبية والثقافية كالقدس والشعب والميثاق والطليعة والفجر والبيادر والفجر الأدبي والكاتب والشراع والعهد والحصاد وغير ذلك.

هذا فضلًا عن الجامعات والمعاهد العليا في الوطن المحتل، كجامعتي بير زيت وبيت لحم، حيث لعبتا دورًا رياديًا هامًا في تعميق وترسيخ وتطوير الأدب الفلسطيني ونشره، وخصصتا مساقًا لدراسة هذا الأدب ما ساعد في عملية الحراك والنهوض الثقافي والأدبي، وإبراز الحركة الأدبية الفلسطينية.

وعرف المشهد الأدبي والثقافي الفلسطيني تحت حراب الاحتلال العديد من الأسماء الشعرية والقصصية والنقدية التي ساهمت في رفده بإبداعاتها الملتزمة. ففي الشعر عرفنا: فدوى طوقان، وعلى الخليلي، وأسعد الأسعد، وعبد اللطيف عقل، وفوزي البكري، وعبد الناصر صالح، ومحمد حلمي الريشة، وجان نصر اللـه، ويوسف حامد، ومحمود عباس عوض، وماجد الدجاني، وليلى علوش، وسميرة الخطيب، وللي كرنيك، وعبد القادر صالح، وباسم النبريص، ووسيم الكردي، وتوفيق الحاج وسواهم ممن لم أتذكر أسمائهم.

وفي مجال القصة والرواية: سحر خليفة، وجمال بنورة، وزياد حواري، وجميل السلحوت، وزكي العيلة، وغريب عسقلاني، وعبد اللـه تايه، ومحمود شقير وإبراهيم جوهر وعبد السلام العابد، وسامي الكيلاني وغيرهم.

أما في مجال النقد والدراسات الأدبية والتراثية فعرفنا محمد البطراوي، وصبحي الشحروري، وعادل الأسطة، وإبراهيم العلم، وفخري صالح، وحسن إبراهيم سرندح، وعبد اللطيف البرغوثي وغير ذلك.

وفي الواقع أن الحركة الأدبية الفلسطينية أثبتت حضورها الفاعل والواعي كرافد من روافد النضال والمقاومة ومناهضة الاحتلال، وعكست قضايا وهموم ومعاناة شعبنا الفلسطيني في مخيمات الجوع والبؤس والشقاء والعذاب. وتعرض المبدعون والأدباء الفلسطينيون وكل من له صلة بالكلمة المقاومة للملاحقة والتضييق على أدبه والاعتقال والزج داخل الزنزانة، وبرز الأدب الاعتقالي، أو أدب السجن.

وقد شهدت الحياة الفلسطينية حتى الانتفاضة الفلسطينية الندوات الأدبية والثقافية، ومهرجانات الأدب الفلسطيني في القدس، وليالي الأغنية الفلسطينية، ومعارض الكتب والفن، ناهيك عن ولادة مسرح فلسطيني، وإنشاء دور نشر كان لها دور كبير في طباعة النتاجات والأعمال الأدبية لشعرائنا وكتابنا وباحثينا الفلسطينيين، ومنها دار نشر صلاح الدين، والكاتب، وأبو عرفة وسواها.

وشهدت الحركة الأدبية الفلسطينية نموًا وصعودًا وانتشارًا بين الجماهير أبان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، ونتج أدب ثوري ملتزم مقاوم جديد، وحفلت الصحف والمجلات بإبداعات الكتاب والشعراء الفلسطينيين، التي راحت تمجد انتفاضة الحجارة وأبطالها وشهدائها.

ولكن للأسف الشديد أن الحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية تراجعت كثيرًا بعد توقيع اتفاق أوسلو، وفقدت وهجها ولمعانها، وها نحن نرى غياب المجلات الأدبية والثقافية، وانحسار الأدب الوطني الفلسطيني، وغياب الكثير من مفردات الثورة، وكلمات المقاومة، وتوقف عدد من الأقلام عن الكتابة، ويعود ذلك لعوامل ذاتية وموضوعية وظروف سياسية، أهمها الانقسام الفلسطيني الذي ترك أثرًا كبيرًا ليس على الحالة السياسية الفلسطينية فحسب، وإنما على الحالة الثقافية وحركة الإبداع الوطني الفلسطيني. وقد تسبب اتفاق أوسلو في تشظي الفكرة الفلسطينية، وتشظٍ أصاب السيكولوجية الفلسطينية الشرعية ورؤيتها، ونشأت معضلة ثلاثية الأضلاع، سياسية وثقافية وأخلاقية.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.