27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

الاصطياد في الماء العكر/ بقلم: خالد السلامي

الاصطياد في الماء العكر/ بقلم: خالد السلامي

ــــــــــــــــ

   أحيانا كثيرة نجد أن هناك من يتعمد تعكير المياه ليصطاد بها وهو يعلم جيدا أن الماء العكر لا يحتوي على شيء يؤكل أنما تختبئ تحته العديد من الأفاعي والضفادع وبعض الحشرات والحيوانات المائية التي لا تصلح للاستفادة منها في مأكل أو في تجارة مربحة، ومؤكد انه يبحث عن تلك الأحياء المائية التي تعيش في عكرة الماء وغالبا ما تكون مؤذية ليحاول استخدامها في إيذاء الناس أو إزعاجهم لغاية في نفسه.

وتتعدد أنواع هؤلاء الصيادون، الذين اقل ما يمكن وصفهم فيه انهم خبثاء، حسب نواياهم وغاياتهم التي هي في اغلبها غايات تسقيطية تستهدف أبعاد المنافسين لهم عن طريقهم سواء في السياسة من خلال افتعال أو تحريف بعض الأحداث ضد أشخاص معينين من اجل الإيقاع بهم والتشهير بهم وأبعادهم عن أية منافسة على منصب أو انتخابات أو ما شابه ذلك. وهناك من يتعمد الإساءة إلى تاجر أو مقاول لأبعاده عن الأسواق أو الأعمال فينفرد وحده في ذلك السوق أو تلك الأعمال وهكذا الحال في التنافس المهني والاجتماعي وهناك من الصيادين في المياه الأسنة داخل الدوائر من اجل التنافس على المناصب فنجد من يتلقف أي هفوة لمن يصور له عقله انه منافس له، وربما لم تخطر على باله تلك المنافسة، لخلق هوة عميقة بين هذا المسكين وبين المسؤول الأعلى ليضمن انه لن يفكر في جعله منافسا له مستقبلا.   وفي كل الأحوال السياسية والاقتصادية والمهنية والاجتماعية والوظيفية نجد أن صيادو الماء العكر يشعرون دائما بنقص في شخصيتهم وإمكانياتهم مما يجعلهم يخشون من أي شخص يرون فيه قوة في شخصيته وقدرة في عمله أن يكون منافسا لهم حتى وان لم يخطر ببال ذلك الشخص أية نية للمنافسة على أي شيء مما يجول في بال أولئك المتصيدون في المياه الآسنة العكرة ، ولأنهم جاءوا إلى أماكنهم بطرق المحسوبية والمنسوبية ليأخذوا تلك الأماكن من اللذين كانوا يشغلونها والذين قد يكونون سعوا بنفس الطرق  للوصول إليها ، لهذا يبقى كل من وصل بطرق غير شرعية خائفا من أن يأتي آخرون ليأخذوا منه موقعه بنفس الطرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.