الموت وميتافيزيقية العدمية/ بقلم: عطا الله شاهين

الموت وميتافيزيقية العدمية
بقلم: عطا الله شاهين
ـــــــــــــــــــــ
لا شك بأن موضوع الموت شكل عبر العصور لغزا للإنسان البدائي، وظل الموت يشكل لغزا محيرا لكل من رأى موتا لبشر عاذوا حياة عادية، حتى جاء الفلاسفة، ومن خلال قراءتهم فهموا علاقة الوجود الإنساني بالموت، فعرفوا بأن لا خلود للإنسان، مهما كان الإنسان يعيش في صحة جيدة، والموت رأوه كحتمية لا يمكن تجاوزها، مهما تحصن الإنسان بصحة جسده. فالموت حق على الإنسان، وهو يعد فناء شاملا كنظام يتحكم في حياة البشر، لكن الحياة بكل مكوناتها لا تموت مع الإنسان. فهناك موت فيزيقي، ولكنه بشكل عام يعتبر مختلفا عن موت ميتافيزيقي.
فالفيلسوف الألماني مارتن هيدجر يرى بأن الموت يعطي جدية للوجود الإنساني. فالوجود الإنساني بحسب هيدجر وجود متناه. فالموت ليس شيئا عارضا، بل هو نسيج الوجود الإنساني، لكن الإنسان يسأل ما بعد الموت؟ هل هناك موت آخر، أم حياة لروح الإنسان الميت، أم أن الروح تذهب للعدم. لا يمكن فهم سر الموت، إلا من خلال ذهاب العقل للتفكير في ميتافيزيقية العدم.
فالموت في ميتافيزيقية العدم يبقى سر الحياة والوجود. فلا عدم من دون عدم آخر. والموت يشكل دورة لحياة أخرى وهكذا فالموت بميتافزيقية العدمية يبقى سر الخلود، على الرغم من أن الإنسان يظل يفكر فيما وراء الموت.