بعض الجنون فرح / بقلم: مها كندور


بتأملٍ هادئ في ضوءٍ يودعُ آخر النهار
بعينينِ يملأُهما وميضٌ مُستمد من الأفق الغربي
من هنا أشاهدُ غروب شمس شتاء عامودا
من تل شرمولها
كم يشبهُ غروب وجهٍ غامَرَ إلى البعيد
هنا أقتفي عطر من رحلوا
يا إلهي هنا كانوا ؟
! عطرهم يسمو شذاه
قلبي سقط من علاه
عندما وطأت قدماي هنا
شعورٌ مترعٌ بالحنين
كنهرٍ جرفني إلى سفحِ هذا التل
أمهلُ انفاسي وقتاً للاستقرار
بعد صعود اللهفة
دفءٌ ما يغمرني في هذا المكان الذي أحب
أتأملُ هذه المدينة
التي أنجبت لي وجعاً
أتأملُ جغرافيتها البسيطة
وهذا الوجود هنا
هنا مكثتُ وقتاً كافياً
إلى أن حلَ المساء و أرخى سكونه
إلتقطتُ من السماء نجمة لامعة
خبئتها في حقيبتي
كي تضيء على اشيائي الخاصة
في كلِ تفقد
سأغادر
وقدماي تتثاقلتان رغبةً في البقاء
حملتُ معي كل أسباب المجيء
و غادرت
بعد أن ملأتُ رئتيَّ وقلبي بهواءِ عامودا
علني أُصابُ بعدوى جنونهم العظيم
في الشعر و العشق
.
Meha