28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

بعيداً عن غيابكِ/ بقلم: فادي حسن

بعيداً عن غيابكِ

بقلم: فادي حسن

ــــــــــــــــــ

عندما تصحو النَّار من خِدرها

شزرًا تتطايرُ ألسنةُ اليقين

كرجلٍ ضخمٍ يتثاءبُ منتحلًا دور الرَّماد!

وكلوعةٍ حطبٍ رطبٍ يتناثر الدَّمع دخانًا

ما عدت أرى شيئًا

كالأعمى أجتازُ رصيفَ جسدي

متعكِّزًا زعانفَ الغيم!

أبدو أقصرَ قليلًا من أمسيةٍ صيفيِّةٍ

في مقهى الشِّتاء!

أجلسُ وحيدًا وأنتِ!

والكلُّ حولي يخلعونَ نعالَ نظراتهم أمام

كرسيِّ الفارغ منكِ!

يمسكونَ بحطامِ صوتي؛ كما يُمسك

اللَّيلُ أمشاط الغبار؛ ليسرِّحَ النُّطقَ عروسًا

ويلوِّحون بفستانِ غيابكِ لنادلٍ يجمعُ فناجين

قهوتنا الممتلئةِ بالسكون!

ويرتِّبُ شراشف السَّماء على طاولةِ الأرض

مُتجاهلًا غيرتي وهو يُلامس عمدًا

فخذ رحيلكِ المكتنز بعطر الله!

وأقفُ كنايٍ

تخدشُ الرِّيح أنينَ ثقوبِ جسده

وكضيفٍ غريبٍ أمرُّ جزعًا من أمام حضوري

لا مكانَ أذهبُ إليه في هذا الوقت المتأخِّر

من الموت!

فلماذا تتبَّعُني رائحتكِ كضوءٍ ممسوس؟

بعيدًا عن غيابكِ، سأجلسُ هُناك

وأراقبُ الرَّاقص الذي التوى كاحل قلبه

وهو يمسك أطراف المشهد؛ فخانته النِّهاية

صفَّقَ له الجمهور وغادروا سقوطهُ العشوائيِّ

ألمٌ فظيعٌ في مِرفقِ حضوركِ،

وتورّمٌ بزرقةٍ خفيفةٍ أسفلَ بكائي بضلعين

أيُّها النَّادل:

أريدُ ثلجًا وصورتها

أيُّها النَّادل:

أريدُ ضمادًا وصوتها

أيُّها النَّادل:

من أطفأَ العمر فجأةً برسالةٍ قصيرةٍ وتفاحتين؟!

وصيَّرَ الأرض رخوةً كاليرقة تحتَ جثماني

أيُّها النَّادل:

لا تقرب جمرَ سُرَّةَ ذِكرِها أكثرَ منّي فأنا

(من ورقٍ)

ويمرُّ الحزنُ كالأميرات في قلبي

تستعرضن مفاتنَ لوحةٍ ناقصةٍ

وطفلةٌ تُمسك حنيني جدارًا، وتسأل:

أمَّاه كيف يرسمون الشَّيطان بعمائم؟

أمَّاه كيف يرسمون إوزةً تضحك؟

أمَّاه كيف يرسمون عِطرًا؟

أمَّاه هل أرسم الحبّ على هيئةِ شهيدٍ وقصيدة؟

أيُّها النَّادل:

هذه الدُّنيا تلتفُّ حول عُنقي كألفٍ مقصورى

سأعود غدًا فلا تُقاطع فراغ حديثي معها

ولا تقلب الكراسي على عناقِ أصابعنا المقطوعة.

………………

فادي حسن.

٧ تشرين الثاني

٢٠٢١

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.