بين اللحد والمهد / بقلم : فوزية اوزدمير

بين اللحد والمهد / بقلم : فوزية اوزدمير
…
من يكتب الوجود ..
وأنا أمشي وسط جدران صمت ذاتي ..
تمهر أياديهم نفث فيه من هذيانهم
ذرات تراب الحبسة
وبقايا الأشياء
في مطهر سراديبي
شطحات في الصمت الذي يلازمني
أحبو في دوائر تستعيد تكوينها في تمجيد الفراغ
كما لو كنت ظل ابنها الذي لم يستيقظ قط .. !
أنا لا شيء في الصمت الجزوع
سوى صورة في الهوية
واسم مكرر على صفحات شهادة الميلاد
قطرات الشك ، أنفاس ..
تسقط بطيئا على وقع إيقاع داخلي هامس
في بحر جسدي الأعمى
تكتب آيتي الأولى في زمن بدون جدران
أنا المسجاة على فراشي
المحمول في صندوق طويل
مطلي بالزعفران ..
خلف اللوحة الأخيرة بين الضوء والعتمة
يبرز القبر لماعا كضوء القمر
وجه المخدع الصامت
كما لو كان على صفحتين متقابلتين
من كتاب مفتوح على النصف
موجزا لا يوصف في ممر عديم الرنين
تتبدل أمكنة إقامة جسدي
كما لو أن الصندوق ضاق بأسراره
بين أقمشة منفاي اللحون وبأشيائي الخامدة
التي لم تتوقف يوما
عن حفر أثرها على جسد موشوم بزمنيته
صمت يمتلكه الفضاء كله ،
وينفخه في الآذان
مع احتدام وقع الأقدام المغادرة
أهب رعشا في الصمت الغائر في المكان
لأقترب من النافذة عبثا
أقاوم الخشية من الارتطام
صمت في صمت وصرخة وأنا لحظة متأبدة في الوحدة
تتموج بشي من الآه والأنين تنفذ إلى ثنايا التذكر والنسيان
في صمت وظلمة الغرفة
غريب أن أتخلى عن اسمي على عتبة الباب
مثل ما أرمي الدمية المحطمة
كما يبتعد الطفل بترفق عن ثديي أمه
مثل ما ينسدل الفستان بخفة على الأجساد اللينات
من وراء الصمت الذي يتسع صمتي
لست أدري أتعلم الملامح المتبقية من وجهي
بين اللحد والمهد
إن الصمت وسط صخب السؤال الذي يسكن فيه الضجيج ، يولد الصخب الملتهب بنار حبلى ببراكين تتنفس في أعماقي
أنا كما المحبوس داخل شيء ما
لماذا كان علي أن أشعر بالدهشة
والسؤال :
كيف سيكون الحال بعد اليوم الأخير ? !!