28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

 جوادُ الإبداعِ يكسرُ السلاسلَ/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

 جوادُ الإبداعِ يكسرُ السلاسلَ/ بقلم: مرام عطية

___________________

سجنتُ جواد الإبداعِ في صدري طويلاً، أحكمتُ وثاقهُ في وتدِ ضلوعي، وأقفلتُ كلَّ النوافذِ التي تمنحهُ نورَ الألقَ، أوصدتُ الأبوابَ التي تهبُّ منها نسائمُ الحريةِ وعبيرُ الحبِّ، لكنَّ الجوادَ الأصيلَ لم يتنازلْ عن حقهِ في الحياةِ والحبِّ، قدمتُ له الكثيرَ من الاعتذار والأسفِ؛ ليصونَ أسراري، فأبدو دميةً جميلةً بلا مشاعرَ، فلا يبوحُ بمشاعري واستيائي من صورِ الظلمِ وانتهاكِ الحقوقِ أمام العلنِ.

لله ما أَقواهُ وأضعفني !! رفضَ كلَّ أعذاري قايضتهُ بالكثيرِ من الهدايا والجوائزِ؛ ليبقى في قمقمهِ حبيساً صامتاً، لكنهُ ككلِّ نوارسِ الحرية يعشقُ  مذاقَ السلامَ و قزحَ الجمالِ في موطني، ركلَ بجناحيهِ زنازينَ الظلمِ التي تكبلِّهُ ، وفكَّ لجامَ القيودِ عن شفتيهِ ، و انبرى يهدمُ أبراجَ العبودية والأسرِ ، تدفَّقَ كشلاَّلٍ يفتحُ كلَّ السدودِ الخرافيةِ أمامَ خنساءِ العصر وعشتارَ الخصبِ ، و صار سيلاً يجرفُ الحواجزَ ، ويكسرُ الأقفالَ المهترئةِ في دوائرِ العملِ الإداري  والمجتمعي وتقاليدِ المكاتب الهرمةِ ليمنحها النضارةَ والبهاءِ ؛ ويرسمَ خريطةً جديدة تليق بالوطن الجميل

وما أجملَ سحبَ الإبداعِ حين تنهمرُ! تشقُّ في الظلمةِ طريقاً من نور، وتبدعُ خميلةً في صحراء الحياةِ، أو يكتشفُ سندبادها أرخبيلاتٍ عذراء في محيطٍ، انهمرتْ كأنها تزنُ لك سلالَ زمرُّدٍ ولؤلؤٍ.

هيا فرسانَ الفنِ إلى قواربِ الإبداع لنكشطَ بأقلامنا وأوتارنا ما علا دوائرنا العامةِ وأنظمتها من علقٍ وتسويفٍ يهلكُ جسدَ الوطن ويفنيهِ عساها تقلُّنا إلى مرافئ أكثرَ أماناً وسعادةً.

____

مرام عطية

 

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.