28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

رحلة إلى الله (5) / بقلم: محمد صوالحة

رحلة إلى الله (5) اللحظات الأخيرة في تيماء

بقلم: محمد صوالحة

*********************

ملعونة هي كل وسائل الإعلام ووزارتها والتي تهتم بالعري والفذلكات أكثر من اهتمامها بمثل هذا المبدع العربي والذي كنت على يقين بأن كثير من أبناء ديرتي لم يسمعوا باسمه وإن سمعوا به لم يحظوا بفائدة الاطلاع على إبداعاته، قال هي دعوة مفتوحة لك لتكون في ضيافتي باليمن … لتكتب عن البلد الذي كان سعيداً وتاريخه وستجد كل المساندة والدعم ليس مني فقط ولكن من كل أهل اليمن … من كل أبناء حمير وأحفاد بلقيس ومن كل الدوائر المختصة … من الثقافة والإعلام واتحاد الكتاب.

ولماذا كل هذا … لا لشيء يا أخي ولكننا نحب أن نرى صورتنا كيف ترسمها عيون الأشقاء … تناولت وجبة الطعام وكانت من الأرز البرياني والدجاج وأبى ذلك الشاعر إلا أن تكون على نفقته … فاتتنا الصلاة أقصد صلاة الجماعة ولكننا صلينا معا اليمني وأنا أمام الاستراحة … لا أدري كيف سرقني من دهشتي، كيف أنساني ما كنت أعتزم القيام به وهو التجول في تلك المنطقة … قليل من الوقت وحضر المصلون وأبو يونس … جاء على خلاف عادته … غابت ابتسامته وعلا صوت صراخه … يا لله نطلع من هون … قابلته … ما بك يا أبا يونس ما الذي أصابك … قد قلت إننا سنغادر من هنا بعد صلاة الفجر ولم تحن الصلاة بعد …

المحترم الشيخ لم يسمح لنا بدخول المسجد وكأننا سندخل إلى بيت أبيه، ملعون أبو أحسن شيخ … (طيب أبو يونس روق) هذا مسجد للصلاة والعبادة فقط وليس استراحة للنوم والاسترخاء … اهدأ أبا يونس ودعنا نستمتع بهذا الجو الرائع … ألم تداعبك هذه النسمات وترجوك المكوث فيها … انظر إلى النخيل ألا يشدك إلى أن تسمو إلى مستواه ؟! … انظر إليه وتخيله كيف يستقبل الشمس في كل صباح وكيف يودعها ليستقبل الليل … انظر إليه وهو يداعب النجمات الساهرة مع رمال خطت فوقها ليلى … انظر إليه وهو يعانق السماء وكأنه يقلب صفحات ذكريات جمعته بمعشوقته الخالدة … وكأنه يعيد نظم القصائد التي تخلد ليلى ومجنونها … هنا تجمعت قلوب العشاق … وهنا فرقتهم الأقدار أيضا … هنا في هذه الديار كان مصيف العامرية … ومن هنا كان طريقها إلى العراق حيث أقامت واعتلّت .. هنا وقف ابن الملوح يخاطب هذا التراب ويسأله عن ليلى .

دعنا من كلامك الفارغ وهيا لننطلق إلى أرض الأمن والطمأنينة إلى أرض الدفء والسكينة … إلى المدينة المنورة لنصلها ونأخذ قسطا من الراحة قبل أن تحل صلاة الجمعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.