29 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

سيدة النساء…/ بقلم: محمد السيخ

سيدة النساء…/ بقلم: محمد السيخ

ــــــــــــــــ

أيتها الحسناء

حبكِ كفراش السهول

كإحتلال الحقول

وزرع سنابل قمحٍ

في غيم السماء

ترانيم صوتكِ ما زالت غناء

تحيي وتضحك

و تبكي مسراتي

ارتشفت من عناقيدكِ

حد الإرتواء

ومن يروي الآن اشتياقاتي

نهاري قد تزوجه المساء

فــ جمع الدقائق والثواني

أصبحت هواياتي

ترهبنت منذ آثرتي الفناء

وأتيمم بغبار ثيابكِ لصلاتي

فلما رحلتِ في الشتاء

ما زلتُ أحمل خطاياكِ

سيدتي ..

لم أعد أراكِ

لا ظهراً ولا عصراً

ولا على العشاء

فــَ ابتعدي عني قدر ما شئتِ

أو أبتعد انا قدر ما أشاء

فلقد خُنتكِ اليوم

كما خُنتكِ أمس

على أغطيتي البيضاء

لا تسامحيني

فإني قد أعلنتُ الفراق

و كل ما يحصل بيننا .. سواء

إن من أحبها تساوي عندي

الف قافية حبٍُ

من الألف الى الياء

و ألف نجمٍ وشهاب

و الآلاف من الخيول الشهلاء

فلا تبكي فــ قصتنا بسيطةٌ جداً

أمام هذه الخيانة و الوفاء

إن عدتُ اليكِ

فحاولي أن تفهمي

ان كل شيء مني هو استثناء

فلمستي استثناء

ونظرتي استثناء

وغزلي استثناء

فــ حبيبتي حوراء العينين

و لباسها زهر الياسمين

و قدها مياس و رائحتها

أرضاً و ماء

إنها فلسطين .. سيدة النساء

ترتدي كل يومٍ ألف رداء

يوماً ترتدي الأبيض

و كأنه لم يخلقُ إلا لها

و يذوب على وجناتها حياء

ويوماً ترتدي الدانتيل

من أوراق التوت والعنب

و خبايا الجسد تنهك أكتاف الشتاء

و تفاجئني بموسم التفتح

و ترتدي الأكاليل الخضراء

فلسطين ..

لم أعشق يوماً أحداً غيركِ

بهذا الكبر و هذا الرياء

و إني لا أملك مهركِ

فأنا فقير

و فقير جداً أن أكون نداً لهذا الثناء

قد طعنوكِ ألف طعنة بأسم الوفاء

و جردوكِ من ألوانكِ

فــ بئس الأداء

فلسطين

اخلعي عنكِ تلكَ الأغطية الحمراء..

فأنتِ وحدكِ

سيدة النساء

و معشوقة الشهداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.