27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

صحراء …/ بقلم: أحمد سلايطة

صحراء …/ بقلم: أحمد سلايطة

ــــــــــــــــــ

زهرة الصبار: من أين أنتِ أيتها الجميلة وما الذي أتى بكِ إلى هُنا، قالت الزهرة: لقد ساقني النصيب، أن أسكن في منطقة جميلة كهذه، قالت الصبار: جميلة!

الزهرة: نعم جميلة ولماذا التعجب، ألا تعلمين أن الصحراء عروس العروبة؟

الصبار: بلا أعرف، لكننا في الصحراء نعيش نزاعات كثيرة ولا يعرفها سوى من مكث فيها طويلًا.

الزهرة: وما هذه النزاعات؟

الصبار: نحن هنا نشهد حروبًا بين درجات الحرارة صباحًا ومساءً تؤدي إلى تكسر الصخور إلى قطع، والعلاقة السطحية مع الغيوم فهي تمر من فوقنا مرور الكرام، أنظري إلى آخر المنطقة، هل تعرفين هذه الأشكال؟

الزهرة: نعم هذه نباتات الفطر.

الصبار: لا، هذه ليست نباتات، هذه صخور هاجمتها الرياح حتى أكلتها، وما تبقى منها فهو عبرةً لصخور المنطقة.

الزهرة: لهذا الحد؟

الصبار: نحن في مجتمعنا الصحراوي يا جميلتي نعيشُ بتكيفات خاصة من أجل البقاء على قيد الحياة، أنظري إلى شكلي، أوراقي سلكية الشكل وصغيرة الحجم، والبعض منا قد يخلو من الأوراق، أنا أيتها الجميلة طبقاتي قاسية لتحمل العطش، ولا تستطيع زهرة مثلك العيش هُنا.

الزهرة: لكنني أحببت العيش هُنا، فالبشر الذين يسكنون في الصحراء يتنعمون بالبساطة والحرية، لقد سئمتُ العيش مع أقاربي على شرفات المنازل والأسطح.

الصبار: حسنًا، لكن هل تستطيعين التكيف مثلنا والتحمل؟

الزهرة: نعم، بالإرادة والحب سوف أتغلب على مظهري وشكلي.

الصبار: حسنًا، عليكِ الذهاب إلى تلك الأرض السهلية ستجدين نبتة طولها “ثلاثين سم ” تُدعى هذه النبتة ” بالخزامى”

وهي ستقول لكِ كيف سبل العيش هُنا.

الزهرة: حسنًا، وشكرًا لكِ على النصائح المقدمة لي وعلى حسن تعاملك.

الصبار: لا تشكرينني، فالأخلاق لا يهمها المنبت سواء هنا أم في المدينة، المهم هو أن تجد فينا أراضٍ خصبة كي تنمو.

قالت الخزامى: أهلًا وسهلًا، لكن لماذا تمشي وحيدةً، ألا تعرفين أن في الصحراء حيوانات تأكل الشوك، كيف لو صادفنَ زهرة؟

قالت السوسنة: لقد وجدت في طريقي صبارة وهي علمتني كيف أمشي بحذر.

الخزامى: وما المطلوب الآن؟

السوسنة: أُريد أن أتكيف معكم في الصحراء.

الخزامى: لكنكِ لن تستطيعين العيش فنحن لنا خصائص تختلف عنكم.

السوسنة: لا عليكِ، دليني على الطريقة وأنا سأتدبر أمر نفسي.

الخزامى: حسنًا، أولًا عليكِ بخلع هذا الرداء الأسود لأنه العدو الأزلي للشمس، وعليك أيضًا أن ترتدي أوراقًا ضعيفة وليست كالتي ترتدينها، ثم تخزنينَ الماء في جوفك ولا تأخذي منه إلا للضرورة القصوى.

السوسنة: حسنًا

ثم ذهبت وزرعتْ نفسها في جزء من منطقة الصبارة، وبعد ساعة من الزمن ذَبُلت هذه الزهرة وأصبحت تسقط تدريجيًا، فأسرعت أركض نحوها فتعثرت قدمي في حفرة وسقطتُ أرضًا، واستيقظت من الحلم: فقالت: لي نفسي

” لا تزرع نفسك بغير أرضٍ فتذبل ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.