28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

“فرحٌ قُدَّ من حزنٍ/ بقلم: سكينة الرفوع

“فرحٌ قُدَّ من حزنٍ/ بقلم: سكينة الرفوع

ـــــــــــــــــــــــــــ

هناكَ في الجهةِ المقابلةِ من زاويةٍ يتوهُ فيها التفكير في توقيتٍ لا يخضعُ لنبضِ ساعةٍ يُشَتّتْ فيها الزمنُ ، معلناً استسلامه أمامَ براثنِ اليأسِ، آمالٌ مُعلّقةٌ تتحالفُ مع سنابكِ الوقتِ، وأحلامٌ تُصارعُ حاضراً تفوحُ منه روائحٌ خريفيةٌ بأصداءِ ضحكةٍ بلهاء تتناغمُ في شدتها بواكي أطلال تماهتْ فيه عزلةِ عاشقٍ تشبّثَ بالحياةِ على أملِ لقاءٍ ذات لحظةٍ هاربةٍ من شططِ الغيابِ، صورةٌ تتولّدُ منها صورة شاعر يلوكٌ بحرقةٍ زوابعَ الغيابِ في لوحاتٍ نرجسيّةٍ ملونةٍ بحزنِ يمامٍ حطَّ على عوسج يبتز بأشواكه مشاعر تقاسي زمهرير الرحيلِ يُحْدِثُ جلجةً في جسدٍ مُوغِلٍ في غموضه يتنفسُ هواءً عقيماً ،يدغدغ الريحَ، لكنه يطربُ لسماعِ لحنٍ كلَّ ما فيه يبعثُ على الحبِ ، يهيمُ به، ويميلُ إليه كنسمةِ ربيعٍ تنشرُ عطرَ ياسمينةٍ تفتحتْ على أهدابٍ مخمليةٍ تكحلتْ بالندى ، يستهويها منظر ابتسامةٍ تشقُّ طريقها بثغورٍ من أملٍ ، تجذبه تفاصيل زهرةٍ وقد خلعتْ عنها ثوب الذبول، وارتدتْ وشاح حياة تنبئ باجتياز أوداج اليأسِ بروح تستلهمُ الجمال بعيونٍ تستسرفُ الغدِ وترخي بعطرها ظلال مستقبلها .

 

بعثٌ جديدٌ بعدَ إنهاءِ مراسمَ تراجيديةٍ صفراءَ كادتْ أن تفتحَ منافذَ الكآبةِ على أخاديد العجزِ…لكنها فطرة جُبلتْ عليها نفسٌ ٌجعلت من الفرح طقوس تمارسها وتبحث عنه داخل دهاليز الخوف تستخلصه كعصارة صبار يقطر بضوء معتق بعبير زهرة جذلى.

 

تُرى هل أخطأ نرسيس بحقِ نفسهِ وهو يبالغُ في إمعانهِ للجمالِ؟

 

تساؤلاتٌ تُولدُ من رحمِ معاناةٍ هي ليست أحجيةً بقدر ما هي تلافيف للحظة فرح قُدَّ من حُزن ….

 

سكينة الرفوع

الأردن / البحرين

27 حزيران 2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.