في عزائـــــــــــــي /بقلم: عبد الحكيم شني

في عزائـــــــــــــي
بقلم: عبد الحكيم شني
ــــــــــــــــــ
في حلمي ، في عزائي
في عزائي قال لهم جاري
أني كنت محتالا و كاذبا
في عزائي قالت أمي
إنه كان شريفا
يقبل الخبز و يبعده عن قارعة الطريق
قال لهم جاري الآخر
إنه كان بخيلا و زنديقا
قالت حبيبتي
كان صادقا معي
و ها هو رحل
و بصديقه سأقبل
أنا أريد صديقه
لا حاجة لي بالصدق
أريد أن أرمي بقلبي
في مطاحن الخيانة و الخذلان .
منذ زمن بعيد
بعيد جدا
قالت معلمتي
إنه لا يثقن الفرنسية جيدا
ما أعجبني فيه كان يتغزل بي
و التغزل يمهد صاحبه للجحيم.
في عزائي
قال لهم مؤمن و هو غير مؤمن
إنه كان يتغيب عن الصلوات
و عن الدرس و الحديث .
يلتقطون ناري لإبادتي .
أشفق أبي على صديقي
و أهداه معطفي
ليصير شاعرا
لكنه أصبح ماكرا .
نعشي يقترب من المقبرة
وتلك الغربان القابعة هناك
توقع إعلانا على أوراق الصنوبر
تنتشلها الرياح
تعصف بها إلى بلدة أخرى
يلتقطها غريب و يقرأ
شخص ما هناك رحل.
أصدقاؤك هناك
الذين كانوا أصدقاء
يتهافتون
في العشاء الذي أُعد تحت اسمك
في كل لحظة يزمجر أحدهم
لم نشبع .
في عزائي
ما إن لامس النعش القبر
و صار ظلام على ظلام
ثم ظلام
حينها أدركت أني حي
و هم موتى .
حومت روحي هناك
تتصاعد بين الأرواح
ثم رأيت المؤمن الذي هو غير مؤمن
و جاري و حبيبتي و صديقي الماكر
عزمهم أبو لهب على عشاء فاخر
تفاصيل البشر في الصحون
و دماءهم في الأقداح
إنهم شياطين القبائل
هكذا قال فيهم القائل
و أنت ماذا تقول ؟!
أما أنــ ـ ـ ــ ـــا
عشت حياتي كما أريد
و كما أراد القدر
و لا زلت أنتظر
أن تطهرني دعوات أمي
الممزوجة بـــــــالمطر .
آذار – 2022
عبد الحكيم شني