قصاصات حلم غائب /بقلم: نجاح هوفك

قصاصات حلم غائب / بقلم: نجاح هوفك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه اليوم السابع كما أظن، يوم بين الوجود واللاوجود، يوم فقد لونه القرمزي وطعمه المالح، هو دهر…. لا يختلف فيه الليل من النهار، استقبله وأودعه رغما عني، فقد هبط علي عنوة، كما الناقوس الذي يرن في دماغي المتعب، إنه يوم باهت وأنا في فرشتي التي لا احتملها ولا تحتملني هي، كلانا يصارع الآخر وأنا أصارع نفسي بالطلق الأول، مثل الرحم الذي لفني يوما ما في أغشيته في كتلة المخاض الذي لا يزال ينزف حتى اللحظة، وأنت المولود في تلك البركة السرمدية، ماذا تعرف عن المخاض، هل رأيتني وأنا حبلى بك،
هل رأيتني كم أنا حبلى بالهزائم …!؟
كيف لم تسمع أنات أجنتي وهي تغوص في الوحل مثل قدماي الحافيتين، لم ألبس حذاء منذ ولادتي، آه. متى ولدت، لا أعلم تاريخا للوجع فهو موجود هكذا ولا يدون، بل يجثو فوق رأسي مملوءً بالضربات، تعال يا دفتري لأشكو نفسي إليك، كم من الأوراق قطعتها، وبعثرت حروفي فأنا هنا، وأنت هناك، في صومعتك الحمقاء، لم تجمعنا أرض، بل كوخ ذرات من الفضاء…. وهي أيضا تتحامق ولم تعد ترقص، أو تدري كانت لك رائحة الخبز الذي كانت تخبزه أمي ذات يوم، لم أعد آكلك يا هذا، يوم اقتربت وصرت بعيدا عندها قذفتني إلى الناصية ولم يعد لي سوى فرشتي التي أكرهها كما أكره العجز هل جربت، كيف تقلبني بين السكون وضربات الرأس……؟ كنت تشبهني يوما وها أنت وقناعك، فلم يعد وجهك مثل رغيف الخبز، ولا جداول ماء المطر، لم يعد يصفعني بدمه، إنه جامد، كم أكره الجمود، ولا أكرهك، بل
سأدفنك في صدري…. وأعصر أياما كانت لي….
نجاح هوفك