لا أعرف ماذا رأيت/ بقلم: زهرة الطاهري

لا أعرف ماذا رأيت/ بقلم: زهرة الطاهري
ــــــــــــــــــ
لا أعرف ماذا رأيت
لا أعرف ماذا كتبت
فقد كانت أصابعي من البرد ترتعش
وكانت امرأة تبكي في موقف السيارات
من الجوع
قال لي أخي أن ورقة نقدية خضراء
أعادت إليها فرحة أعياد وأعراس
قالت لي السماء
إنها لن تتوقف عن المطر
قالت لي الطرقات أن المستفيد من كورونا
هو مسؤول البلاد
وسائق التاكسي
وتجار الأزمات
لا أعرف ماذا غنيت
فقد كنت مبللة كدجاحة
وكانت جواربي تمطر داخل الحذاء
كفصل آخر من الشتاء
وكان هنالك باعة يغطون بضاعتهم بأجسادهم
حتى لا تتبلل بالماء
كما تفعل الأم بالأبناء
وكان هنالك باعة يهربون
من رجال الشرطة
حتى لا يفسدونها بالأرجل
أو يصادرونها بالأيدي
دائما يؤنبني هذا السؤال
بأي قانون تصادر بضاعة الباعة؟
بأي قانون يتم رفسها بأحذية السلطة !؟
وهم يبكون
بأي قانون يتم تحطيم عرباتهم !؟
وقد اشتروها بدمهم
وربما هي ما يملكون
لا أعرف ماذا رأيت
فقد كان قلبي يرتجف من البرد
وكانت البنايات هشة تقع على ساكنيها
وهم نائمون
وكانت وضعية الناس أيضا هشة
كما وسائل النقل والبنية التحتية
التي تسببت في فيضانات
وكانت البحيرات تعم كل الأخبار
وشاشات التليفون
لا أعرف ماذا رأيت
ولا ماذا عشت
فقد كنت أعاني من السعال
وأزمة العيش
كأبناء الشعب الفقراء
وكنت أرى كيف تحول
معظم الناس فجأة إلى باعة
يبيعون كل ممتلكاتهم وأثاثهم المنزلي
وكنت أستغرب كيف صار الجميع يبيع
في زمن لا يستطيع أحد الشراء.
زهرة الطاهري