28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لا امرأة في الحي/ بقلم: مجد الدين نعيم الديب

لا امرأة في الحي/ بقلم: مجد الدين نعيم الديب

ـــــــــــــــــــــ

” عن رواية خاصة مؤجلة إلى حينٍ آخر “

رتبي هذه الفوضى قليلاً…أتحدث عن داخلي

عن كل شيء عائد لكِ

هو بالأصل لي

دعكِ من هذا العنفوان الذي يتأرجح في رأسي

عن طفلة قصت جدائلها …

وجمعت قصاصاتها الورقية

بداخل علبة حمراء

أهدتها لي منذ بضع سنوات

ولكن الذكرى لم تجدِ بي نفعاً

لأني لم أنسَ لأتذكر …

أشعر بالتعب

فللغروب منظر يوحي بالكآبة

ولم تجدِ معي حتى الكتابة …

أقف عند النافذة ..أراقب بصمت …

ثمة جنازة في الحي…

جنازة الليل الذي قد طال عمره …

الصباح يمارسُ لعبة الهروب في صدري

منذُ أن جاءني لاهثاً مستغيثاً بقَدري

ووجنتيه ملطختين بالحنين …

كيف يمكنك أن تحتمل وزر هذه الجريمة لتلقيها على عاتقي

وأنت تدرك جيداً أني لا أجيد القراءة ؟ !

فأنا أفضّل أن أكون أمياً بالإحساس …

على الفطرة … كما خلقني الله قبل خمسين ألف شعور …

أُدع أفكاري تتناسل بهذا النمط العبثي كي تستطيع سماعي وهي تسرّح شعرها … وهي تتبرج بكحلٍ من دم الليل بعد أن قتلته …

كنتُ شاهداً على موته … لأنني من دبرتُ لقاؤهما معاً

ووقفتُ مستمعاً … وهو يقرأ لها … مالا أجيد البوح به …

أحب فكرة عدم اعترافي بحبي …

لأني لو اعترفتُ لنفسي … لقتلتُني قبل أن أتكلم …

ولكنني لو قتلتُ نفسي … لما كانت ستعلم …

إذاً … ثمة مخاطرة في الصمت …

ومجازفة كبرى في اقتحام هذا الموت …

لهذا فقط … أكتب أغاني تحرض على حتمية الانتحار

ولا أكتب الأشعار … لأن من يكتب الشعر يموتُ ببطء …

يكفي أن يقتله شعوره حين يبدأ بالتفكير به

فيبتسم وهو ينزف …كلمة .. كلمة …

“مجد الدين نعيم الديب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.