29 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لماذا يكتب الشعراء/ بقلم: زيد الطهراوي

 

 

 

 

 

لماذا يكتب الشعراء/ بقلم: زيد الطهراوي

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الجذوة المنيرة التي نتفيأ ظلالها المتقدة في سفر الشعر الإسلامي عبر الأجيال المتعاقبة، ستتواصل – إن شاء الله تعالى – ما دام هناك نبض يترعرع، وقوافل تطلب بغيتها من الأمان في صحراء محرقة.

ذلك أن العبء الذي كان يسكن صدر حسان بن

ثابت رضي الله عنه، وهو يذب عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم، ما زال يعلو ثقله العذب على قلب شعراء الدعوة الإسلامية في وقتنا هذا وفي كل وقت.

والكلمة قنديل يبدد الظلمات، ونافذة يعبر

بواسطتها الظامئون إلى نبع السعادة الأبدية، ولكنها قد تكون ظلمات تتسلط على لحم الضوء لتفت عضده، وما هذه الفوضى الشعرية، التي نعيشها في أيامنا هذه إلا تصديق لكلام النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أن الشعر كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، وليعرف القاصي والداني، أن الاغترار الطواعية الشعرية التي يتمتع بها كثير من الشعراء ليست عذرا في أن يصبح الشعر سما نقيعا يحرمك العيش في القيم السامية والمثل الرفيعة 0

أمة تنهشها الأحزان، وشاعر ينهش أمته مع الناهشين تتعالى منه أذرع السقوط وتتنفس فيه بعمق رئة الخواء الروحي، لينشأ شبابنا وهم يقرؤون هذا الشعر المأساوي فاقدين لهويتهم،

متنكرين لحضارتهم الإسلامية، غارقين في أوحال الضياع والانهزام النفسي

الأفكار الضبابية التي تنقل من يعتنقها إلى سجن الحسرة والندامة، يجب أن تظل مغمورة في أغوار النفس لتطمر، وتمحى من الوجود

وأفكار تتفتق كالورود في حقل السمو والنور، يجب أن تحلق في كل سماء وتزور كل قلب

لم تنقطع الحبال بعد، فما زال هناك أمل وتفاؤل في أن يلتئم الشمل حول السراج العظيم، الذي يعد الإنسان بدنيا نقية صافية، هي معبر إلى الحياة الخالدة الآمنة.

 

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.