لِمَ كنتِ عصفوراً وأغنيةً! / بقلم: مرام عطية

لِمَ كنتِ عصفوراً وأغنيةً! / بقلم: مرام عطية
_____________________
ملكةُ اللطفِ، أميرةُ الأناقةِ أنتِ، تغارُ النجومُ من حسنكِ ويرافقكِ السَّحابُ أنَّى اتجهتِ يا حلوتي، ظلكِ الوارفُ يسكبُ كؤوسَ الهناءِ والرغدِ، ما أخصب الخريفَ بحضوركِ! وما أفقرَ الربيعَ بغيابكِ! غابَ البريقُ عن نهاراتنا ينتظرُ كركراتِ ضحكتكِ، وذبلتْ شرفاتُ الصباحِ بغيابِ نداكِ، فنجانُ قهوتكِ المتكئ على ذاكرتي يرتشفُ بنهُ شاحباً، تطوقهُ الوحدةُ، فيتجرعُ الغصصَ ويهتفُ أينَ رحلتِ؟ لم كنتِ عصفوراً وأغنيةٌ حتى أدمى قلبي غيابك ؟! كيفَ حملتِ كل الأغاني الخضراءِ في حقيبةِ سفرك القاسيةِ ، ولم تبالي بتصحرِ روحي ،أناديكِ كي ترفعي الأشواكَ عن مقلتيَّ ، أناجيكِ كي تضمِّي لصدركِ الدافئ باقاتِ بنفسجي العطرة ، وتسقي آهاتي الحنانِ ، فتسمعُ الأجراس لهفتي ،و يردَّدُ الصدى غنوتي، أصرخ باسمك في السهول والجبال ، أسأل كلَّ دروب قريتي عن سنونوةٍ مسافرةٍ مع أولادها الصغارِ ، فيجيبني البكاءُ ، و تهدهدني الدموعُ ؛ أن لا تحزني فاللقاءُ رهنٌ بالإصرارِ على ارتداءِ ثوبِ الطموحِ ، إلاَّ أنتِ لم تخبريني لِمَ كنتِ شمساً حتى آخر لقاءٍ ، حتى آخر نداءٍ ؟ ؟ على جمرِ النأي جفَّ شعري يا سنبلةَ أيامي، أغرقتِ كبرتقالةٍ في البحرِ، ثم لوحتُ لفؤادي بالغيابِ، أم تركت يمامتي عينيَّ تمزجانِ الدمَ والدموعَ، وترقبانِ ابتسامةَ الغدِ في وجهكِ ؟!
__________
مرام عطية