نحن الموجعون دون ذنب/ بقلم: د. ريم سليمان الخش

نحن الموجعون دون ذنب
بقلم: د. ريم سليمان الخش
ــــــــــــــ
أيُعقَلُ أنْ يلينَ ويستكينا
وجودٌ لا يُغيثُ القانطينا
به زمنٌ يسيرُ كدفقِ نهرٍ
فما ثَمَّ الأُلى للواردينا
فلا تندمْ على حُقبٍ توارت
مَسيحُكَ لن يقومَ ليفتدينا
وأرضُكَ سُوِّرتْ شوكًا وضيمًا
وأسوءُ ما ترىٰ أنْ لا مُعينا
يُمزِّقنا الشتاتُ مبعثرينا
ونُجمَعُ في الأسىٰ متلبِّسينا
كأنّا في أيادي الريح دَيْنٌ
تُوَزِّعنا شمالًا أو يمينا
يَضمُّ الآخرينَ حساءُ دفٍّ
ونحنُ المبعَدون التائهونا
ونحنُ الموجَعون بغير ذنبٍ
سوىٰ وعيٍّ فكُنا المصطَلينا
سوىٰ أنَّ العيونَ رنَتْ إلينا
ضياءً يستفزُّ المبصرينا
سوىٰ أنّا اتقادٌ عبقريٌّ
بألفِ كريهةٍ أدهىٰ ابتُلينا
معالمُ كالنجومِ مشعشعاتٌ
تَباغَضُها كهوفُ الجاهلينا
فنحن اللامِعونَ إذا سطَعنا
ونحنُ الخالقونَ المبدعونا
ونحنُ الأقدرونَ على صعابٍ
بها ارتجفَتْ قلوبُ العالَمينا
وأرعَنُنا إذا الغوغاءُ هاجت
يبَزُّ رؤىٰ جموعِ الأكثرينا
جَنانا نخلةٌ سمَقَتْ وطابت
تشاكَسَها الحَصىٰ حينًا فحينا
لنا هِمَمٌ تعالت في ذُراها
رواسخَ ما حيينا شامخينا
إذا الإنسانُ أُلجِمَ في مَداهُ
تخطَّينا المدىٰ متوثبينا
خرَقْنا كلَّ طاغٍ مستبدٍ
وطوَّعنا الحديدَ لكَي يلينا
فنحنُ هدىً لأكثرِكُمْ جُموحًا
وأوفرِكُمْ فنونًا أو جُنونا
نوثّقُ في أكُفِّ الخُلدِ سِفرًا
تَسامَىٰ لم يعُد ماءً مَهينا