27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

نحو سماء أخرى / بقلم: سكينة الرفوع

نحو سماء أخرى

بقلم: سكينة الرفوع

ــــــــــــــــــ

وحدها الأيامُ لا تكفيني لألملمَ شتات أحلامي التي بقيتْ على قيد الرّجاء تصارعُ الزّمنَ ، متأبطةً غدٍ توسّمتْ فيه الفرح وقد سقيته بعطرِ النّورِ ، تقصمُ أسافينَ القلقِ ، مفتتنةً بغلاّت الصّبرِ ، تتنزعُ الأملَ من عيون اليأسِ ، وتزأرُ مجلجلةً حصون الوجل ، كم  تغريني نشوة الحلم لأطمع بابتكار حكاية لحلمٍ آخر أكابد فيه العناء ؛ علّني أعثر على لذة الظّفر التي أبتغيها عندما يحين موعد قطافها ، أتوق للحظة بزوغ  الأحلام وهي تتناسل  ، أبتسم عند ولادة كل حلم منها ، وأرنو إليها وهي تحلّق كفراشات تنهل من رحيق الزهر عنفوانا وتعبّ من دِنان الحٌبّ شوقاً لغدٍ تتكئ فيه على سُرر الفجر ليقينٍ ترسمه تحت ظلّ ابتسامةٍ  تندفُ بالبهجة ، بأنّ لي موعدا مع الفرح ؛فأقيم قُدّاس الفرج ، فترقص عرائس البحر  ، وتزهو كسوسنةٍ في ربيع ذؤابات زهوره تنثر عبير شذاها في فيافي العمر فتحيلها واحات حبّ ووئام.

كقصيدةٍ تنام على وثير الشعر، أستلهم وحي إلهامها وأنا أقلّب نجوم الليل وأعدّها فرادى، وأطوف بها نحو سماء أخرى، أقتفي نور كلماتها وتأسرني فيها أفانين الوجد، لأصل سدرة منتهاها وأنظمها بلغة تتوسّل بخوابي حروف تلامس شغاف القلب، أقرأ عليها تراتيل السكينة، فيتخثر رحيقها لتخرج من عصارة ماءها النمير هُراق الشهد، نثار عطرها يقطر بوشائج عقيقٍ مترفة بالسحر.

أقف على أطلال أمل يثير شغفاً يبزغ من نورانية القلب، يشقّ يباب العمر، ويهدي للنهارات نُسغ الحياة، فتنقشع غياهب الانتظار.

لهفة الترقب نحو الحلم، أكاد أدنو منها قاب قوسين من اليقين، وإلى أن يحين موعد الوصول، أيمّم شطر الأماني، سأرقيّها بالحبّ وأغدقها بالتحانين.

لعل الطّمأنينة تجري في عروقي الظمأى؛ فما زالت هذه الروح تقترف الحياة، وترسم للغد بابتسامةٍ جذلى وطموحٍ لا يجف، فثمّة غيمة مثقلة تحمل تباشير اليُمن تظللني بالدفء وتجوب باحات آمالي، أترقب هطولها؛ لتسقي جدب السنين، فتزهر روحي ياسمينا.

سكينة خليل الرفوع

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.