هذي أنا…/ بقلم: نغم نصار

هذي أنا…
بقلم: نغم نصار
ضفيرةٌ كلّلتْ شَعرَ المساء أنا
خِلّيْ انتظارٌ مريرٌ عانقَ الأرقا
ضياءُ شوقي يكادُ العتْمُ يجعلُهُ
حلْمَ الضّرير الّذي لم يبصرِ الشّفقا
لولا القصائدُ صارت مثلَ طوق نجا
كنتُ الغريقَ الّذي قد عاقرَ الغرقا
أستلهمُ الحرفَ عكّازًا وبوصلتي
روحٌ سرتْ بيْ سنًا يبدي ليَ الأفقا
لمّا عصانيْ الهوى وانشقَّ عن كبدي
أودعتُهُ ماضيًا قد هاجر الحدقا
لن أكتفيْ بالأماني بعد أنْ غدرتْ
مجدُ المحبّين باقٍ طالما خفقا
قلبٌ تصوّفَ في دِين الهوى وسما
صلّى على آخر الأحلام وانعتقا
ما الحبُّ إلّا سرابٌ لو نلاحقُهُ
ضعنا بخيبات دهر عبّدتْ طرقا
أو ربّما نشتهي من كنهِهِ وجعًا
حتّى يضيءَ القصيدُ الّليل إذ نطقا
حرائقًا في ضلوع العمر نوقدُها
إنْ راودتْ عن عذاب الرّوح ما احترقا
نجتثُّ من رحم المأساة أغنيةً
نشدو بها لاحتمال يحتفي نزقا
لا العمرُ أنصفَنا في صحوةٍ أبدًا
جفْنُ المآسي على أحزانِنا انطبقا
ولا الدُّنا صاهرتْ من حالِنا فرحًا
بل أجّجتْ في رحابِ النّفْس ما حنقا
نغم نصار