28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

هموم ثقافية في حال الأدباء والمثقفين/ بقلم: شاكر فريد حسن

هموم ثقافية في حال الأدباء والمثقفين

بقلم: شاكر فريد حسن

………………….

حال الأدباء والمثقفين في الأوطان العربية أكثر سوءًا ومأساوية من أحوال الشعب، فهنالك أدباء يعيشون حياة فقر وبؤس، ومنهم مات من شدة البرد وانعدام المسكن وعدم الرعاية الصحية، ولم توفر له الحكومات العربية العلاج، ومنهم من يعاني القهر والاضطهاد والملاحقة والتهديد والتعامل المهين.

 

وهذا الواقع يقودنا إلى التساؤل: لماذا هذا التعامل القهري مع الأدباء والمثقفين؟

 

الجواب: بسيط جدًا، وهو أن الأدباء والمثقفين هم حملة لواء التغيير والتجديد الفكري، ودعاة احترام لحقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير والتفكير، وكرامة المرأة، وهم الدعاة للحياة المدنية العصرية الحديثة، ومجاراة روح العصر ثقافيًا واجتماعيًا وفكريًا، ودعاة للتغيير الجذري والبديل النوعي الديمقراطي للمجتمع.

 

ولذلك فإن الأنظمة العربية الاستبدادية وأجهزتها القمعية تعمل على تصفية أية حركة ثقافية أصيلة تحمل بذور التهديد لها، حاضرًا ومستقبلًا.

 

في الماضي كانت هذه الأنظمة تتقنع بقناع “قومية الصراع” ضد إسرائيل والاحتلال، وترى أنه لا مجال للنقد، لأن ذلك يضعف “الجبهة الداخلية” التي من المفروض أن تكون متراصة كالبنيان المرصوص ضد العدو للأمة. وهذه الأنظمة نفسها الآن تتعاون مع أمريكا وتهرول نحو دولة الاحتلال، وتطبع العلاقات مع المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، وتقف ضد التطلعات الوطنية والاجتماعية والثقافية لشعبنا الفلسطيني وللشعوب العربية.

 

الأنظمة العربية معادية للشعب وتطلعاته، معادية للتقدم، وللتغيير، وتسعى إلى مواصلة سرقة الأوطان على حساب الجوع والفقر والتخلف الذي تعاني منه شرائح من المجتمع، وعلى أساس سلب أبسط حقوق الإنسان، والأمة العربية تعيش حالة من التدهور الحضاري المتزامن مع التدهور

 

السياسي والفوضى الخلاقة بعد أحداث ما يسمى بـ “الربيع العربي”، وحال الأدباء والمثقفين هي مؤشر لحالة الأمة العربية برمتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.