28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

وداع…/ بقلم: حسين محالبي

وداع…/ بقلم: حسين محالبي

ــــــــــــــ

 

ترابُكَ ماءٌ .. ماءُ وجهِكَ يُنضَبُ

وحزنُكَ بحرٌ مِن عيونِكَ يُسكَبُ

وقلبُكَ مغلوبٌ على نبضِهِ فكَمْ

يُآلِمُهُ صدرُ النَّوى ويُعذِّبُ

ونايُكَ مشروخٌ فما عادَ صادحاً

وما عادَ بالألحانِ يُشجي ويُطرِبُ

وحرفُكَ مكسورٌ وحبرُكَ ناشِفٌ

فهل بعدَ هذا يا حُسَينُ ستكتبُ ؟!

كأنَّكَ مَولودٌ مِن الهمِّ والأَسى

وقد كنتَ مِن ثَدْيِ المراراتِ تشربُ

كأنَّكَ والأحزانَ أهلٌ وخُلَّةٌ

تَزيدونَ حُبًّا والمسافاتُ تقربُ

وتلكَ التي قد قلتَ عنها حبيبةً

هيَ النَّارُ في أحشائِكَ الآنَ تلهبُ

هيَ الموتُ لا يَأتيكَ إلَّا مُفاجِئً

وإن جاءَ مَن مِنهُ سينجو ويهربُ ؟

تسرَّعتَ يا مسكينُ لمَّا عشقتَها

وها أنتَ تُضنى كُلَّ يَومٍ وتتعبُ

وأصبحتَ كهلًا مِن هواها وعاجِزًا

وقد كنتَ طفلًا بالقصائدِ يلعبُ

وقد كنتُما في الحُبِّ نجمًا وكَوكبًا

وكم حولَ نجمٍ دارَ في الحُبِّ كَوكبُ

أ تذكرُ لمَّا شِئتَ رؤيةَ وجهِها

لتملأَ عينًا تشتهيها وتَرغبُ ؟

وردَّتْ : بأنَّ الوقتَ لا زالَ باكِرًا ،

ولا زالَ ذاكَ الوجهُ عنكَ يُحَجَّبُ

أ تذكرُ ؟ .. والأيَّامُ تُنسيكَ بُرهةً

ولكنَّها جازتكَ ما لستَ تحسبُ

………………

أقولُ لمَن خانَت فؤاديَ كِذبَةً :

سأَلقى التي لَيسَت تَخونُ وتَكذِبُ

سأَلقى فتاةً تحتَويني بـحُـبِّـهـا

كما تحتَوِي ” خَيرَ البريَّةِ ” يَثرِبُ

أنا شاعرٌ .. روحيْ نقاءٌ وصَفوَةٌ

ودَمعي مِنَ الماءِ الزلالِ لأعذَبُ

ولستُ الذي يهوى خداعاً ومَزحةً

فإنِّي صدوقٌ في الهوى ومُهذَّبُ

وإنِّي وإنْ ضاقَ المكانُ على فَمي

سأخرُجُ مِن رأسِ المداراتِ أَخطُبُ

سلامٌ علَيها بالمَحَبَّاتِ مُرسَلٌ

يُعالجُ جُرحًا نازِفًا ويُطَبِّبُ

سلامٌ .. وهَا قلبي يُودِّعُ نبضَهُ

كما كانَ بالأَحضانِ يومًا يُرَحِّبُ

حسين المحالبي

2020/8/31م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.