وشمٌ من كحل قديم / بقلم: فاطمة الزهراء

وشمٌ من كحل قديم / بقلم: فاطمة الزهراء
ـــــــــــ
وٱرسمني على شغاف ٱلقَلب
لوحةً لا يفسِّرها غيرك
وٱجعل ألواني غامقةً
فلا يمحوني المطرُ
حين يعصِف بنا زخُّ الحَنين
وٱنقشني على جدارِ الرُّوح..
وَشْماً من كُحلٍ قديم..
برموز عصيّة على الفهم..
وٱمنحني سرَّها وحدي..
كخرائط كنزٍ في كهوف الأَوّلين
تماسك ..
حين ينفجرُ بداخلك الغضب
وأصدُق نداءَ الكبرياء
ابق صامداً.. حتى ينوءَ بك الغباء
هكذا
تُضيّع الفرصة الوحيدة
في إعادة كتابة تاريخك
أيها القدّيس
لا تبعِ اللَّهفة الجاثمة على صدرك
منذ آلاف السنين..
تصدّق بها على ٱمرأة ليل
واقتطع لنفسك من الحياة
مساءَ ٱنتشاءٍ كاذبٍ
يُعينك بعدها على جلد الذّات
هكذا
تكون طقوس الاعتراف
أمام جلّادك ممتعةً أكثر
كن غبيّاّ واتّبع حدسك
وأنت تهرب من عطري..
علّك تصطدمُ في المنعطف الأخير
بنجمةٍ هاربةٍ من حتفها
هكذا
تقتلان بعضكما بشرف
اُنفثني في سماِء اللَّيل دُخاناً
تتكاثَف فيه الصُّور
والتزِم الصمت..
حتى لا تبوحَ بمكنون الفراشة..
التي حطّت قريبا من قلبك
هكذا
يموت في قلبك سرّ الربيع
أكمل لوحتك وتأملني جيّداً..
أنا أنتَ … في الجانب الآخر
والألوان بيننا شاهدة
أنَّ النزف الأخير..
هو شظاياي التي تمردت
وأعلنت الخروج على الإطار
لتترك أثرا على وجهك
ثوبك
روحك
فمن منّا يرسم الآخر؟
أيها الذّكي؟
فاطمة الزهراء