وكُنتَ أكثرَ استبداداً / بقلم: فداء البعيني

وكُنتَ أكثرَ استبداداً / بقلم: فداء البعيني
ـــــــــــــــــــــــــــ
وكُنتَ أكثرَ استبداداً من أمي
يوم كانت تختارُ لي ملابسي
أنتَ القابعُ أبداً في خزانتي
تُلبِسُني كلَّ يومٍ ما يناسبُ فصولَكَ والأهواءَ
وأقفُ أمامَكَ عاريةً
من قدرتي على الانفلاتِ
أقفُ كشجرةِ الزيتونِ على مهبِّ حواسّي
أنتظرُ كلَّ يومٍ شكلَ وجهي ولونَ أنفاسي
ماذا ستُلقي لي الْيَوْمَ؟
ابتسامةً أرتديها ألفُّها على عُنُقِ الشوقِ كوشاحٍ؟
ما الذي اخترتَهُ ها هنا تُلوِّنُ به مزاجي ….
كمْ مِنْ أيامٍ تركتَ اللهفةَ شريدةَ عينيكَ
في صقيعِ الغيابِ بلا ثيابِ
وكم وضعْتَ رداءً
في حَرِّ الاشتعالِ فوقَ الرّداءِ
لماذا تُخبِّئُ الحريرَ من أثوابي؟
هل خشيتَ اكتمالَ الشرنقةِ في كفَّيكَ
هل يخيفكُ طهرُ الّلونِ على الجناحِ
قد قصصتُهُ يا حبيبي
فكيفَ اتّجهْتُ تَكُونُ أنتَ أبعادي
فلا أنا أُخْرِجُكَ من عمقي
ولا أنا أختار ردائي
(فداء البعيني)